بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، جولة أوروبية على مدى أسبوع، استهلها من إيرلندا على أن يستكملها في بريطانيا وفرنسا وبولندا، ويسعى خلالها الى تعزيز العلاقات مع الحلفاء القدامى، فيما تقترب ساعة الصفر لإطلاق حملته الانتخابية الرئاسية لولاية ثانية.
وكان في استقبال الرئيس رياح عاتية لحظة ترجله من الطائرة الرئاسية، برفقة زوجته ميشيل، قائلاً «إنه لفرح عظيم أن يكون المرء هنا». وتساءل ممازحاً ما إذا كان هناك أمر ما متوقع من قبل المنظّمين لظهور الشمس.
وفي دبلن، المحطة الأولى، سعى أوباما وزوجته ميشيل الى البحث عن أصوله الإيرلندية في بلدة عاش فيها جده الأكبر. وقد يكون لخطوته هذه صدى لدى 37 مليون أميركي يقولون إن لهم أصولاً إيرلندية، وقد تترك انطباعاً قوياً أيضاً في حملته لإعادة انتخابه في عام 2012. ويزور أوباما قرية مونيغال الهادئة، التي يقطنها 300 نسمة، وكانت مسقط رأس جده الأكبر فالماوث كيرني صانع الأحذية، الذي أقام في البلدة حتى سن التاسعة عشرة، قبل أن يهاجر الى الولايات المتحدة في عام 1850 هرباً من المجاعة التي كانت تعاني منها البلاد. وعلق نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، بن رودس، بالقول «إنها عودة للجذور بشكل ما بالنسبة إلى أوباما».
وللمناسبة، ارتدت هذه البلدة الوادعة في الريف الإيرلندي، التي تقع على بعد 130 كيلومتراً جنوب غرب دبلن، حلّة جديدة. واقتصرت الدعوات لحضور هذه الزيارة على 350 شخصاً، هم سكان القرية والمزارع المحيطة بها، ويتقدم هؤلاء أحد الأنسباء البعيدين للرئيس يدعى هنري هيلي. ويقول هنري إن سكان القرية طلوا واجهات منازلهم استعداداً للزيارة. قبل أن يضيف «ثمة خصوصية في أن يتمكن أوباما من إقامة أواصر شخصية بالعودة إلى أصوله وتمكنه من تتبع جذوره ورؤية أرض أجداده». ووالد أوباما كيني من أصل أفريقي، فيما تعود أصول أمه الأميركية الى إيرلندا.
وكانت دبلن على موعد مع كلمة لأوباما في الهواء الطلق على درج بنك إيرلندا، حيث تحدى عشرات الآلاف الرياح القوية والأمطار الغزيرة لسماعه. وقد وقف سكان القرية في طوابير لمدة ست ساعات لشراء تذاكر للقاء أوباما. وأُقيمت منطقة أمنية حول القرية ولم يسمح سوى لحملة التذاكر بدخولها.
ورحبت إيرلندا بزيارة أوباما، إضافة الى الزيارة التي أجرتها ملكة بريطانيا إليزابيث الأسبوع الماضي، لصرف أنظار العالم عن المشاكل المالية التي تواجه البلاد. وقد أجرى أوباما فور وصوله اجتماعاً مع الرئيسة ماري ماكاليس، ثم مع رئيس الوزراء أندا كيني. وقال الرئيس الأميركي إنها «مسيرة شاقة، لكن الشعب الإيرلندي قادر على بلوغ نهايتها»، مشيراً الى التقدم الذي أحرزته إيرلندا.
أما اليوم، فيتوجه أوباما وزوجته الى بريطانيا في زيارة تستمر ثلاثة أيام، يحل خلالها ضيفاً على قصر باكنغهام، حيث تستقبله الملكة اليزابيث بمأدبة عشاء رسمية. وبعدها يتوجه الى فرنسا للمشاركة في قمة مجموعة الثماني في السادس والعشرين من الشهر الجاري، ومن ثم سيزور بولندا، حيث يجتمع مع قادة دول شرق أوروبا.
ويشمل جدول أعمال زيارة أوباما الأوروبية قضايا ملحة، من ضمنها الوضع في أفغانستان وباكستان عقب مقتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، والاقتصاد العالمي، وانتفاضات الربيع العربي، التي كانت المحور الرئيسي في خطابه ما قبل الأخير.
وفي الولايات المتحدة، أعلن حاكم مينيسوتا السابق تيم باولنتي أول من أمس أنه يسعى إلى الترشح لانتخابات الرئاسة عن الحزب الجمهوري في 2012، ليضيف بعض الثقل للمرشحين الذين يسعون الى هزيمة أوباما. وقال باولنتي «غداً (أمس) ستكون محطة حملتي الأولى في ولاية آيوا، وسأبدأ حملة تقول للشعب الأميركي الحقيقة. أنا تيم باولنتي وسأخوض المنافسة على منصب رئيس الولايات المتحدة».
ويمكن أن يظهر باولنتي (50 عاماً) كأحد أقوى المرشحين لحزبه، رغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى تخلفه عن منافسين محتملين في الحزب الجمهوري. وكان باولنتي يتمتع بشعبية كحاكم لمدتين في ولاية يسيطر عليها الديموقراطيون، ما منحه صدقيّة كجمهوري يمكن أن يجتذب دعما قوياً من ناخبين مستقلين.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)