مساعدات مالية بقيمة 40 مليار دولار لدول الربيع العربي وإطلاق شراكة «دوفيل» طويلة الأمد، أبرز ما أعلنته قمة مجموعة الثماني، في إطار دعمها للثورات العربية، وخصوصاً مصر وتونس. وقال وزير المال التونسي، جلول عياد، إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اقترح حزمة مساعدات مالية قيمتها 40 مليار دولار لدول الربيع العربي، خلال قمة مجموعة الثماني، مضيفاً أنه «لم يجر تحديد الدول التي ستوزع عليها هذه الحزمة الإجمالية بالتفصيل». وأوضح «يجري إعداد خطط لاجتماعات وزراء المال والخارجية من الآن حتى بداية تموز لتحديد تفاصيل هذا البرنامج، من حيث الدول والمشاريع». وقال «نشعر بالرضا حقاً من البيانات القوية والواضحة والمحددة التي أعلنتها جميع الدول في مجموعة الثماني والمؤسسات المالية». كذلك، أكد ساركوزي أن بلاده ستقدم مليار يورو من المساعدات لمصر وتونس. وفي تفصيله حزمة الـ40 مليار دولار، قال إن هناك 20 ملياراً مقدمة من بنوك التنمية (باستثناء صندوق النقد الدولي)، وأكثر من 10 مليارات دولار من التعهدات الثنائية، و10 مليارات من دول الخليج. وأوضح أنه من بين العشرة مليارات دولار من التعهدات الثنائية، ستبلغ حصة فرنسا المقدمة إلى مصر وتونس مليار يورو.
وفي إعلان دوفيل بشأن «الربيع العربي»، في ختام اجتماعاتهم في المدينة الفرنسية، تعهّد زعماء مجموعة الثماني بتقديم المساعدة للانتقال الديموقراطي في دول الربيع العربي، لكن لم يرد ذكر 40 مليار دولار. وأعلن البيان تقديم 20 ملياراً أو أكثر لتونس ومصر على وجه التحديد. وقال المجتمعون إنهم «يدعمون بقوة طموحات الربيع العربي، وكذلك طموحات الشعب الإيراني». وأضافوا «نطلق اليوم شراكة دوفيل مع شعوب المنطقة على أساس أهدافنا المشتركة للمستقبل، بوجود رئيسي حكومتي مصر وتونس، البلدين اللذين انطلقت منهما التحركات». وأعربوا عن الاستعداد لتمديد هذه الشراكة العالمية الطويلة الأمد لتشمل كل دول المنطقة الداخلة في تحول نحو مجتمعات حرّة وديموقراطية، بدءاً من مصر وتونس، بالتعاون مع الدول التي ترغب في دعم هذا التحول في المنطقة.
وذكر الإعلان أن هذه الشراكة تعتمد على أساسين؛ الأول هو عملية سياسية تدعم التحول الديموقراطي وتعزز الإصلاحات الحكومية، وخصوصاً مكافحة الفساد وتقوية المؤسسات الضرورية لضمان حكومة شفافة وخاضعة للمساءلة. أما الأساس الثاني فهو إطار اقتصادي لنمو مستدام وشامل.
ودعا المجتمعون «المؤسسات الدولية المالية المعنية، ووكالات الأمم المتحدة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني للعمل معنا في هذه المبادرة». وأضافوا «ندعو شركاءنا في المنطقة للعمل معنا لمساعدة دول الشراكة على توفير حاجاتها المالية. ونرحّب بإعلان السعودية دعم عملية الانتقال في مصر».
وذكر الإعلان أن «بنوك التنمية المتعددة الأطراف يمكن أن تقدّم ما يزيد على 20 مليار دولار، تشمل 3.5 مليارات يورو من بنك الاستثمار الأوروبي لمصر وتونس، في الفترة من 2011 إلى 2013، دعماً لجهود الإصلاح المناسبة».
وقال إن شراكة «دوفيل» ستضع جدول أعمال اقتصادياً سيمكّن الحكومات التي تخضع لإصلاحات من تحقيق طموحات شعبها بنموّ قوي وشامل.
إضافة إلى الدعم المادي للربيع العربي، قال النص الذي تبنّته قمة مجموعة الثماني حول ليبيا إن «القذافي والحكومة الليبية لم يتمكنا من تحمّل مسؤولياتهما في حماية الشعب الليبي، وفقدا كل شرعية. لا مستقبل له في ليبيا حرة وديموقراطية. يجب أن يرحل».
وعلى هامش قمة الثماني، طلب الرئيسان الأميركي والفرنسي وساطة روسيا في حل الأزمة الليبية، بحسب ما أعلن ممثل روسيا الأعلى لشؤون أفريقيا ميخائيل مرجيلوف. وأوضح أنه «كان يتعيّن أن نتحدث إلى القذافي شخصياً، لكننا ناقشنا الأمر مع أعضاء حكومته وربما مع أبنائه، ونواصل إجراء مثل هذه الاتصالات. لذا، فثمة أمل بحل سياسي»، فيما شكّك الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتهية ولايته، عمرو موسى، في إمكان أن يترك العقيد السلطة طوعاً. وقال «بحكم معرفتي بهذا الرجل، لا أعتقد أنه سيرحل».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)