نالت الضربات الجوية الأميركية التي تنفّذ منذ سنوات داخل المناطق القبلية الباكستانية من القيادي في تنظيم «القاعدة»، إلياس كشميري، أحد المرشحين الأقوياء لخلافة زعيم التنظيم أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأميركية قبل أكثر من شهر، فيما أحبطت السلطات الباكستانية محاولة لاغتيال رئيس الحكومة آصف زرداري. وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك إنه «متأكد بنسبة 98 في المئة» من أن القيادي كشميري قُتل في ضربة جوية بطائرة أميركية من دون طيار قرب الحدود الأفغانية. وأضاف أن «جميع معلومات الاستخبارات تظهر أنه مات». وتابع «ما دمنا لا نملك الجثة، ولم نجر اختبار الحمض النووي (دي إن إيه)، فإننا بحاجة إلى التأكد. هذا هو الدليل الموضوعي الذي نبحث عنه».
بدوره، قال مسؤول أمني باكستاني رفيع المستوى «من المؤكد تقريباً أنه مات. المصادر المختلفة أكدت ذلك، لكن لا يمكننا القول إنه مؤكد بنسبة 100 في المئة، لأنه ليس لدينا الجثة». وأوضح أن كشميري كان يعقد اجتماعاً مع متشدّدين آخرين عندما وقع الهجوم الصاروخي. وأشار مسؤول في الاستخبارات إلى أن باكستان نقلت إلى الأميركيين معلومات بشأن مكان اختباء كشميري الذي تصفه وزارة الخارجية الأميركية بأنه «إرهابي عالمي من نوع خاص».
كذلك نقلت قناة تلفزيون باكستانية عن جماعة يرأسها كشميري، وهي حركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع «القاعدة»، قولها إن زعيمها قُتل، وإنها ستنتقم لمقتله. لكنّ مسؤولين أميركيين في واشنطن شكّكوا في مقتل كشميري. وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي إنه «لا يمكنه أن يؤكد مقتله»، فيما ذكر آخر أن التقرير مشكوك فيه.
وحارب كشميري ضد قوات الاحتلال السوفياتي في الثمانينيات في أفغانستان، حيث فقد إحدى عينيه. كذلك حاربت جماعته الحكم الهندي في إقليم كشمير المتنازع عليه.
من جهة ثانية، اعتقلت السلطات الأمنية الباكستانية 8 أشخاص اتهمتهم بالتورط في مخطط لاغتيال زرداري، خلال زيارة مزمعة إلى معهد باكستان للعلوم الطبية. ونقلت صحيفة «داون» الباكستانية عن مصادر لم تحددها، أن الجهاز الأمني الباكستاني أحبط محاولة لاغتيال زرداري، واعتقل 8 «إرهابيين» بعد تعقّبه اتصالاً هاتفياً أجري في 15 أيار الماضي، خطط خلاله «الإرهابيون» لتنفيذ تفجير انتحاري خلال زيارة الرئيس الباكستاني للمعهد بعد وفاة والده. ولم يكشف عن أسماء المعتقلين.
(أ ف ب، رويترز)