أبى الشعب التركي إلّا أن تكون انتخاباته التشريعية أمس، وهي الأهم في تاريخ تعدديّته الحزبية، أكثر من مثيرة؛ بدأ التصويت والنتيجة الرئيسية محسومة لمصلحة حزب رجب طيب أردوغان، لكنّ سؤال العالم كان هل يتمكن من كسر أرقامه القياسية وإيصال عدد كاف من النواب إلى البرلمان للتمكن من إمرار دستور جديد يصنع مجد «تركيا الجديدة»، أم سيكون مضطراً إلى عقد جولات معقدة من المفاوضات مع أحزاب المعارضة؟ في النهاية، وقعت الواقعة: 326 نائباً فقط لـ«العدالة والتنمية». «كارثة» لم يخفف من وقعها سوى رقم قياسي عبّر عنه حصول الحزب الحاكم على نسبة أصوات قياسية: أكثر من 50 في المئة مع 21 مليون صوت، مبتعداً بنسبة تناهز الضعف عن أوائل منافسيه، «الشعب الجمهوري». حزب الأكراد كان أحد المتفوقين ليوجّه رسالة قوية إلى أردوغان الذي تعهد بالتفاوض مع الجميع بشأن الدستور الجديد