خرج أكراد تركيا أكثر من سعداء بالنتيجة التي حققها مرشحوهم الـ36 الذين فازوا جميعاً بمقاعد نيابية، لتكون الكتلة البرلمانية لحزب «السلام والديموقراطية» الأكبر على الأرجح في تاريخ تمثيل أحزاب الأكراد في البرلمانات التركية المتعاقبة. وبينما كان رجب طيب أردوغان يبدأ إجازة عائلية قصيرة يوم أمس، كان النواب الأكراد الفائزون يستعدّون لتقسيم الأدوار في ما بينهم لإدارة معركة التفاوض بشأن الدستور الجديد، أكان مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، إن رغب في التفاوض معهم ثنائياً، أم في إطار لجنة برلمانية تتمثل فيها جميع الأحزاب. ولم يأخذ النواب الأكراد الـ36 إجازة، بل عقدوا اجتماعاً، أمس، في دياربكر، شارك فيه جميع الفائزين، للاتفاق على الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة. وكان لافتاً أنّ حزب «السلام والديموقراطية» فاز بفضل تحالف ذكي ومتنوّع، ضمّ إلى الحزب الكردي الأكبر، «السلام والديموقراطية»، طيفاً سياسياً كردياً ويسارياً واسعاً. ونال مرشّحو «السلام والديموقراطية» تأييد كل من الأحزاب الكردية: «الحقوق والحريات» و«المشاركة الديموقراطية» وKADEP، إضافة إلى تحالف ناجح عُقد بين هذا الحزب الكردي الأكبر وأحد الأحزاب اليسارية التركية، «حزب العمال الاشتراكيين»، ممثلاً بزعيمه عبد الله لفنت توزل، الذي فاز كمستقل، وانضم إلى كتلة «السلام والديموقراطية»، شأنه شأن المرشح التركي المسيحي السرياني إرول دورا، الذي نجح في محافظة ماردين، ليدخل في الكتلة الكردية كأول نائب مسيحي في البرلمان التركي منذ تأسيس الجمهورية. كذلك فازت من المرشحين الأكراد أسماء بارزة في عالم الفن والصحافة والنضال اليساري، ككاتب السيناريو والمخرج التلفزيوني سيري أوندر، والصحافي المعروف إرتوغرول كوركشو، أحد رموز مرحلة النضال الطلابي في تركيا عام 1968. يبقى أنّ كتلة «السلام والديموقراطية» ستكون بقيادة ثلاثي كردي مكوّن من صقور الحركة القومية الكردية تاريخياً، والمؤلف من النواب ليلى زانا وحسيب كابلان وخطيب ديكل. وحدّد هذا الثلاثي شروط الأكراد للموافقة على الدستور الجديد على الشكل الآتي: أن ينصّ على إقامة حكم ذاتي في تركيا، والاعتراف باللغة الكردية لغة رسمية، وتغيير معايير المواطنة في الدستور التركي، إضافة إلى إطلاق الحريات من دون أي قيود، وإطلاق سراح أسرى الحركة القومية من السجون، وخفض عتبة العشرة في المئة المفروضة على الأحزاب لتتمكن من دخول البرلمان، وإنهاء الحملات العسكرية للجيش التركي ضد حزب العمال الكردستاني.