يبدو أن الدول الأوروبية في طريقها إلى تحديد موقف نهائي من مسألة التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة. موقف تشي ملامحه بأنه لن يكون في صالح السلطة الفلسطينية وتوجّهات رئيسها. فبعد ما أعلنه رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني، أول من أمس، عن رفض «الخطوات الأحادية»، جاء دور ألمانيا أمس، إذ حذّر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي من ان التحركات الاحادية الجانب، يمكن ان تكون لها «نتائج عكسية» على عملية السلام في الشرق الاوسط. ولم يشر فسترفيلي بالتحديد، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، الى الخطط الفلسطينية للتوجه الى الامم المتحدة. وشدد على أن المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين تبقى افضل طريقة للتوصل الى اتفاقية سلام. واضاف «المانيا تدعم حلاً على اساس دولتين. اننا ندعم الشعب الفلسطيني في تطلعاته لاقامة دولة مستقلة».
وقال وزير التنمية الألماني، ديرك نيبل الذي يرافق فسترفيلي وزار غزة أمس، لمجلة «دير شبيغل» الاسبوع الماضي ان الزيارة تهدف الى تأكيد تحفظات برلين على الخطة الفلسطينية. وأضاف «يجب أن نُقنع الفلسطينيين بأن الاعتراف الاحادي الجانب بالاستقلال هو الطريق الخاطئ».
رئيس البرلمان الأوروبي، جيرزي بوزيك، انضم أمس أيضاً إلى رافضي الخطّة الفلسطينية. وقال، في مؤتمر صحافي في رام الله مع فياض، إن «الحل الأمثل للصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي هو البدء الفوري بمفاوضات للسلام وليس أي إجراء أحادي الجانب». وقال إن أي إعلان أحادي الجانب للاستقلال الفلسطيني «قرار صعب وخطير، ويضع المفاوضات في وضع أصعب في المستقبل»، داعياً إلى استئناف فوري لمفاوضات السلام بين الجانبين. ووصف يوزبك اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقع قبل شهر برعاية مصرية بأنه «إعلان مهم»، مطالباً حكومة الوحدة المقرر تأليفها بالوفاء بمتطلبات الأسرة الدولية واللجنة الرباعية عبر نبذ العنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.
من جهة ثانية، قال فياض «لسنا بصدد إعلان دولة فلسطينية فقد أعلناها عام 1988، نحن نريد تنفيذ استقلالنا وقيام دولتنا على حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمة لها». وأضاف: «هذا ما يريده شعبنا وليس مجرد إعلان جديد، ولا يوجد في ما نطلبه الآن أي شيء جديد».
وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون، لم تكون بعيدة عن مساعدة القارة العجوز على ثني الفلسطينيين عن التوجه إلى الأمم المتحدة. وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن آشتون أرسلت رسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تطالب بعقد اجتماع طارئ للرباعية الدولية، وإقرار مبادرة سلام مبنية على خطاب الرئيس باراك اوباما على أساس حدود 1967. وأكدت الصحيفة انه تم تنسيق رسالة اشتون بين فرنسا ألمانيا بريطانيا واسبانيا من اجل إقناع الفلسطينيين بإلغاء التوجه إلى الأمم المتحدة في شهر أيلول.
وقالت مصادر سياسية أوروبية إن الرئيس اوباما، إذا رفض نتنياهو إعطاء رد ايجابي على مبادرته، لن يعارض المبادرة الأوروبية لعقد مؤتمر دولي للسلام.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)