قبل 10 أيام، بدأ الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، رحلته الإقليمية السنوية الثانية التي كان من المفترض أن تنقله إلى البرازيل والإكوادور وكوبا. وكان قد قطع في شهر أيار إحدى الزيارات الدائمة التي يقوم بها إلى كوبا، بعدما استفاق وجع كسر قديم في ركبته اليسرى. بعد ذلك، استراح تشافيز ثلاثة أسابيع، وشوهد في زيارته للبرازيل ثم الإكوادور يتجول بواسطة عكازات.
في 8 حزيران، وصل تشافيز إلى كوبا محطته الأخيرة. وبعد يومين، نهار الجمعة الماضي، أخضع لعملية طارئة في حوضه في أحد مستشفيات الجزيرة، حيث أعلن العملية وزير الخارجية نيكولاس مادورو، الذي تحدث عن استئصال «خرج حوضي» وعن «نجاح العملية». صحة الحاكم يجري التعاطي معها أحياناً كأنها سر دولة، ويبدو أن جرعة المعلومات التي وفرها مادورو لم تكن كافية لاستئصال التساؤل: بسبب مكان الإعلان ـــــ وهناك سابقة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو.
لقد تحولت عملية تشافيز في كوبا إلى مسألة سياسية لأسباب، منها تجدد حادث صحي ثان بأقل من شهر، ومنها غياب أي بيان طبي، ولأنها تعني تشافيز بالذات الذي لا يعرف له خلف، وبسبب تزايد وزن المعارضة في البرلمان.
يوم الأحد الماضي، عاد تشافيز وأطلّ مادورو ليشرح أن رئيسه عانى أوجاعاً في معدته في البرازيل والإكوادور، وأنها تفاقمت في كوبا، ما أوجب التدخل الجراحي الفوري «لأن المنطقة حساسة، وقد تؤدي إلى التهاب شامل».
وبدل إخمادها، أثار التوضيح موجة جديدة من الشائعات أدت إلى تجمع أنصار تشافيز بالآلاف أمام القصر الجمهوري، فيما طالبت المعارضة بفتح دورة استثنائية عن «صحة الرئيس وضرورة تعيين نائب الرئيس إلياس جوا على رأس السلطة التنفيذية».
بعد ذلك، نقلت الإذاعات مكالمة هاتفية مع تشافيز، وكان صوته متعباً، قال فيها إنه خضع إضافة إلى استئصال الخرج، إلى «فحوصات مخبرية دلت على أن الخرج غير سرطاني»، وعن موعد عودته، قال «إنها تتوقف على سير شفائه». من الناحية الصحية، السفر غير مرغوب في الأسبوع الذي يلي العملية، وفترة الراحة الموصوفة في هذه الحالات يجب أن تمتد من 10 أيام إلى أسبوعين. من الناحية الطبية، وجود تشافيز في كوبا لا يعني شيئاً مفيداً. أما من الناحية الدستورية، فعلى الرئيس، كلما قرر السفر أكثر من 5 أيام أن يطلب إذناً من المجلس، وهو ما فعله تشافيز في أواخر أيار الماضي. في حزيران أيضاً، انتهت الصلاحيات الاستثنائية التي كان قد حصل عليها تشافيز لمحاربة الجفاف، وتحسباً لأية مناقشة، أصدر مجلس النواب الثلاثاء الماضي قراراً يسمح للرئيس بممارسة كل صلاحياته من كوبا ويتمنى له «شفاءً عاجلاً».
أما المعارضة، فاعترضت على مشروع قانون وقعه تشافيز نهار الإثنين، صدر نصه في اليوم التالي في الجريدة الرسمية. وتهكم نوابها على هذا الرئيس «الذي يرفض تدخل الخارج في الشؤون الداخلية ويوقع من الخارج». كوبا التي تعتمد على تشافيز باسم «التضامن البوليفاري» بعد انهيار الاتحاد السوفياتي اصبحت موضوع تحريض دائم للمعارضة التي تتهم تشافيز بـ«تحويل موارد تعود للشعب» إلى كوبا.