أعادت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أول من أمس، انتخاب الكوري الجنوبي بان كي مون (67 عاماً) أميناً عاماً للمنظمة الدولية لولاية ثانية، تستمر خمسة أعوام، وذلك عبر التصويت برفع الأيدي أدّاه الممثلون الـ192 عن أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعلى وقع التصفيق، انحنى بان كي مون أمام مندوبي الدول في الجمعية العامة ورئيسها جوزيف ديس، وقال «لقد منحتموني شرفاً كبيراً يتجاوز أي تعبير. أتلقى بتواضع هذه الشهادة على ثقتكم». وفي خطاب ألقاه للمناسبة، توقّف بان عند «نجاحات» الأمم المتحدة خلال ولايته الأولى، مؤكداً أن «الأمم المتحدة هي رأس حربة لمساعدة الناس أكثر من أي وقت مضى. لقد ظللنا حازمين حيال الديموقراطية والعدالة وحقوق الانسان في ساحل العاج، وفي العالم العربي وأمكنة أخرى». وتلقى بان تهاني الولايات المتحدة، إذ رأت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أنه «بطل السلام والأمن». ومن باريس، هنّأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بان بـ«الالتزام الذي أظهره طوال ولايته الأولى في خدمة المنظمة ولمصلحة السلام والأمن الدوليين». بدوره، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي، عن أمله أن يواصل بان «الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة وإضفاء دينامية على التعاون الدولي». من ناحيتهما، أشاد رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فون رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، بإعادة انتخاب الرجل على رأس الامم المتحدة. وقالا في بيان مشترك «نرحب بإعادة انتخاب الأمين العام للأمم المتحدة». وتابعا في بيانهما: «بقيادته، أدت الأمم المتحدة دوراً حاسماً»، مشيدين بعمل المنظمة الدولية في مجال التصدي للاحتباس الحراري، وبدورها في تسوية النزاعات المسلحة وعملها من أجل التنمية لوضع حد للفقر في العالم.
وتنتهي ولاية بان الحالية في 31 كانون الأول 2011. وبذلك، ستستمر ولايته الثانية من مطلع كانون الثاني 2012، حتى 31 كانون الأول 2016. وكانت الدول الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن الدولي قد صوّتت بالاجماع يوم الجمعة لدعم بان كي مون لتولي ولاية ثانية، ونقلت «توصيتها» إلى الجمعية العامة.
وعلّق مدير منظمة «هيومن رايتس ووتش» فيليب بولوبيون على الحدث بالقول «الآن وقد تخلص من عبء السعي للحصول على دعم لإعادة انتخابه، نأمل أن يكون لديه مزيد من الوقت ليكرسه للنضال من أجل حقوق الانسان في كل مكان في العالم».
وبان كي مون هو الأمين العام الثامن للأمم المتحدة منذ إنشائها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وانصبّت الانتقادات عليه من واقع افتقاده للكاريزما القوية، وفشله في مواجهة الخروقات الكبيرة لحقوق الانسان في دول كروسيا والصين، على حد تعبير وكالات الأنباء الدولية.
(أ ب، أ ف ب)