توعّدت تل أبيب، أمس، الصحافيين الأجانب المشاركين في «أسطول الحرية 2»، المقرّر أن يتوجّه إلى قطاع غزّة هذا الأسبوع لكسر الحصار الإسرائيلي، بحرمانهم من الدخول إلى الأراضي المحتلة لعشر سنوات، عقب تحذيرات حليفتها الولايات المتحدة لمواطنيها المشاركين، فيما توجهت سفينة فرنسية للانضمام إلى الأسطول، وتستعد سفينة أردنية للمشاركة. وقال مدير المكتب الإعلامي للحكومة، أورن هلمان، في بيان إلى الصحافيين الأجانب، إن الأسطول «عمل استفزازي خطير تقوم بتنظيمه عناصر متطرفة إسلامية وغربية من أجل مساعدة حماس». وأضاف «أريد أن أوضح لكم وإلى الوسائل الإعلامية التي تمثلونها أن المشاركة في الأسطول هي انتهاك مقصود للقوانين الإسرائيلية، وستعرّض المشاركين فيه لمنعهم من الدخول إلى دولة إسرائيل لعشر سنوات، وإلى حجز معداتهم، إضافة إلى عقوبات أخرى».
وكانت الولايات المتحدة قد صعّدت من ضغوطها على الناشطين الأميركيين المشاركين في الأسطول، وحذرتهم رسمياً من أنهم قد يواجهون إجراءات إسرائيلية، وقالت إنهم يخالفون القانون الأميركي. وأتى هذا التحذير عقب إعلان 36 أميركياً أنهم سيسيّرون سفينة أميركية كي تنضم إلى الأسطول، تحت اسم «جرأة الأمل»، وهو عنوان الكتاب الأكثر مبيعاً للرئيس الأميركي باراك أوباما.
ولم يُعرف بعد الزمن المحدّد الذي سينطلق فيه الأسطول، لكنّ ناشطين أكدوا أنه سيكون هذا الأسبوع. في هذا الوقت، غادرت سفينة «دينييتيه» (الكرامة) الفرنسية المشاركة في الأسطول الإنساني، أول من أمس، كورسيكا وعلى متنها ستة أشخاص، لتنضم بذلك إلى ما بين عشر إلى اثنتي عشرة سفينة يتألف منها الأسطول.
وهي السفينة الوحيدة التي تنطلق من السواحل الفرنسية، فيما هناك سفينة فرنسية ثانية تشارك في العملية «لويز ميشال»، موجودة في اليونان. ويتوقع أن يكون زعيم الحزب الجديد المناهض للرأسمالية أوليفييه بيزانسينو وممثلة نقابة «سوليدير» انيك كوبيه على متنها.
كذلك أعلن ناشط نقابي أردني شراء سفينة بكلفة 560 ألف يورو كي تقلّ نشطاء أردنيين من أصل 70 ناشطاً من خمس دول عربية سيشاركون في قافلة أسطول الحرية. وقال نقيب المهندسين الأردنيين السابق، وائل السقا، إن السفينة تتّسع لنحو 200 راكب، وجرى تسديد 10 في المئة من قيمتها، فيما سيقرر مجلس النقباء، خلال اجتماع يعقد اليوم، إجراءات استكمال دفع باقي القيمة وتسمية ممثلي النقابات المشاركين في الأسطول الذي سيضم حوالى 600 مشارك من نحو 26 دولة عربية وأجنبية وإسلامية.
وتوقع أن يبلغ عدد المشاركين الأردنيين 35 مشاركاً. وأوضح أن السفينة العربية ستكون واحدة من أصل ثماني سفن ستشارك في الأسطول، وهي تحمل اسم «الكرامة» ومحمّلة مساعدات إنسانية للفلسطينيين.
وكشف السقا أن «اللوبي الصهيوني في أوروبا عمل على محاولة تعطيل شراء السفن ومنع المتضامنين الأوروبيين من المشاركة في الأسطول بالضغط على حكوماتهم التي رفضت تقييد حركة مواطنيها».
ويشارك في الأسطول أكثر من 80 منظمة غير حكومية وجمعيات ونقابات وأحزاب سياسية من العالم أجمع، بينهم نواب وممثّلون عن المجتمع المدني وصحافيون.
(أ ب، أف ب، رويترز، يو بي آي)