مع اقتراب استحقاق أيلول، تبرز معطيات إضافية عن مساعٍ غربية، وأميركية خصوصاً، لقطع الطريق على التوجّه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، والعودة بدل ذلك إلى المفاوضات. وكشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، تفاصيل التحرك الأميركي الهادف إلى إعادة إسرائيل الى طاولة المفاوضات ومنع إعلان الدولة الفلسطينية في أيلول المقبل، مستندة إلى برقية أميركية سرّية وصلت الى الصحيفة التي لم تُشر الى كيفية حصولها عليها.
وقالت الصحيفة إن البرقية السرية، التي سلمها مبعوث السلام الأميركي ديفيد هيل يوم 24/6/2011 لنظيره الأوروبي في الرباعية الدولية خلال اجتماعهما في بروكسل، تؤكد أن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ألقاه في التاسع عشر من أيار يمثّل الطريق الوحيد للتحرك نحو السلام.
ووفقاً للبرقية، قال المبعوث هيل لنظيره الأوروبي إن الطرفين سيطالبان بالاعتراف بالمبادئ الأساسية التي وردت في الخطاب، ولن يسمح لهما بتغيير الكلمات أو محاولة تفسيرها مع هامش مرونة يتمثل بسياسة «أعطوا وخذوا»، ويعني ذلك أن اسرائيل ستمنح، مقابل موافقتها على المسار الذي ورد في خطاب اوباما، شيئاً مناسباً ومساوياً في القيمة من وجهة نظرها.
وأضاف هيل، استناداً إلى ما ورد في البرقية السرية، إن اسرائيل رغم المعارضة القاطعة التي أبداها نتنياهو تجاه خطة أوباما، وخصوصاً في ما يتعلق بحدود 1967 ستبدي في النهاية مرونة وهي منفتحة على كل الاحتمالات.
وعاد هيل إلى معارضة الولايات المتحدة التوجه الى الأمم المتحدة قائلاً : «الولايات المتحدة تعارض بشدة التوجه إلى الأمم المتحدة خشية أن يؤدي الاعتراف بالدولة الفلسطينية الى جولة جديدة من العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لهذا فإن الولايات المتحدة مصممة على منع هذا». وأشار الى ضرورة مساعدة الفلسطينيين بطرق اخرى، من دون أن تشير البرقية الى تفاصيل هذه الطرق، لكنها ستحافظ على جاذبية المفاوضات، وتضمن عدم توقفها بعد بدايتها كما حدث سابقاً.
وتطرق هيل في البرقية الى المصالحة الفلسطينية قائلاً: «يجب مساعدة الفلسطينيين على تحقيق نتائج من المصالحة بين فتح وحماس تسمح للمجتمع الدولي بمواصلة العمل معهم». وطرحت الوثيقة شرطين لاستمرار عمل المجتمع الدولي مع الفلسطينيين، أولهما تعيين رئيس وزراء مقبول دولياً مثل «سلام فياض» يترأس حكومة خالية من العناصر «غير الشرعية»، والشرط الثاني استمرار السيطرة الأمنية الجديدة في الضفه الغربية.
وبعيداً عن الوثيقة، نقلت «معاريف» عن مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة المستوى ودبلوماسية أجنبية على علاقة وثيقة بالاتصالات الجارية وزعيم يهودي أميركي اجتمع في الأيام الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، قولهم: «إن نتنياهو أبدى موافقة مبدئية على صيغة الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية على أساس حدود 67 مع تبادل مناطق مقابل موافقة الفلسطينيين على شرطيين أساسيين يعلنان التزامهما بهما نهاية المفاوضات: الأول الاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، والثاني: الموافقة على حل قضية اللاجئين داخل حدود الدولة الفلسطينية لا في اسرائيل». وعادت المصادر المذكورة وأكدت موافقة نتنياهو على هذه المبادئ رغم النفي الشديد الذي أصدره مكتب الأخير، مؤكدة أن نتنياهو ناقش هذا الأمر خلال اجتماعه مع دينس روس قبل أسبوعين ومع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون.
وقالت الصحيفة نقلاً عن المصادر السياسية والغربية إن نتنياهو طالب خلال اجتماعه مع روس وآشتون بإدخال تعديلات على الصيغة المطروحة، وأرسل لهذا الغرض يتسحاق مولخو الى واشنطن في زيارة سرية.
(الأخبار)