لم تكد الجلسة الثانية للحوار البحريني تبدأ، أمس، حتى هزّتها مقاطعة أكبر التنظيمات المعارِضة، «جمعية الوفاق»، لكل الجلسات غير السياسية، بالتزامن مع موقف إيراني جديد من الأزمة الداخلية التي أضفى عليها التدخل العسكري الخليجي طابعاً إقليمياً بامتياز. وأكد القيادي في «الوفاق»، خليل مروزق، التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في المملكة ـــ الجزيرة، مقاطعة الجلسات غير السياسية في الحوار الوطني الذي بدأ رسمياً يوم السبت، وفعلياً يوم الثلاثاء الماضي. كما جدد مرزوق موقف جماعته من ناحية عدم التعويل على الحوار، لأن «هذه الآلية لن تؤدي إلى نتيجة». وقال مرزوق، الذي يرأس وفد «الوفاق» لجلسات الحوار، «لن نشارك في اجتماعات اللجنة الاقتصادية والاجتماعية» و«سنتابع مشاركتنا في اجتماعات اللجنة السياسية واللجنة الحقوقية». وأوضح أن جمعيته ترى أن «الحوار يجب أن يناقش المسائل الكبرى السياسية والأمنية»، مذكّراً بموقف «الوفاق» المنتقد لكون المشاركين في الحوار «يفتقدون أي صفة تمثيلية حقيقية». وعن هذا الموضوع، قال إنّ «المشاركين لا يمثلون إرادة المجتمع بل يمثلون أفكاراً، والصورة واضحة بالنسبة إلينا، وهي أن هذا الحوار لن يأتي بأي حل، وهو لا يلبي حاجات انتشال البحرين من مأزقها السياسي». وعن سبب الاستمرار في المشاركة بالجلسات السياسية، أشار النائب المستقيل إلى أن حزبه «يشارك لكي لا يقول لنا أحد في الداخل أو الخارج إننا ضيعنا فرصة الحوار». وخلص إلى أنه «الآن، ينزل السقف إلى أقل من منتدى حوار، نتكلم خمس دقائق ولا نستطيع أن نعلق أو نداخل، وكل ما يقال يوضع في محاضر ويرفع إلى جلالة الملك، وبالتالي فهذا ليس حواراً». وفي السياق، شددت المعارضة على أن خياراتها «ستبقى مفتوحة»، بما في ذلك الانسحاب من الحوار، إذا فشلت هذه العملية في تحقيق مطالبها الإصلاحية وفي تجسيد «الإرادة الشعبية» للبحرينيين.
على صعيد متصل، طالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، السعودية بأن تعيد النظر في سياستها وتسحب قواتها المنضوية في «درع الجزيرة» من البحرين، لافتاً إلى أن سياسة طهران إزاء الرياض «ترتكز على مبدأ التعاون ورفع مستوى علاقاتها مع دول الجوار وإقامة علاقات مميزة مع دول المنطقة، إذ إن هذه العلاقات ستخدم مصلحة الشعوب المسلمة». وفي إطار حديثه عن البحرين، جزم مهمانبرست بأن إيران «كانت ولا تزال تدعو الدول في المنطقة إلى التعامل بمرونة مع احتجاجات ومطالب الشعوب وعدم استخدام العنف ضد شعوبها إذا ما كانت تلك الاحتجاجات تأتي على نحو سلمي». وعن هذا الموضوع، أوضح أن بلاده طلبت من السعودية أن «تعيد النظر في سياستها تجاه الشعب البحريني، وأن تسحب قواتها من البحرين لأن ذلك سيمهّد الأرضية لإجراء حوار بين طهران والرياض».
ورداً على الاتهامات التي تفيد بأن إيران تتدخل في أحداث المنطقة، ومن بينها في البحرين، طمأن المسؤول الإيراني إلى أن «إيران لن تتدخل في شؤون أي دولة أخرى، لكنها ترحب بكل ثورة شعبية ترفض الهيمنة الصهيونية».
(أ ف ب، يو بي آي)