في أعمال عنف هي الأخطر منذ 1995، قُتل أكثر من 85 شخصاً وجُرح العشرات في كراتشي الباكستانية، ما استدعى من السلطات إرسال تعزيزات عسكرية ونشر ألف جندي إضافي في شوارع المدينة الحيوية، التي تعدّ العصب الاقتصادي للبلاد. وحوصر آلاف من السكان، وسط نقص إمدادات الغذاء، بسبب أعمال العنف ومنعوا من الخروج الى الطرقات لليوم الرابع على التوالي، جراء التوتر الذي تشهده كبرى المدن الباكستانية نتيجة إطلاق مسلحين النار في الشوارع.
وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك «قُتل 85 شخصاً على الأقل جراء أعمال العنف منذ الثلاثاء، بينما جرح أكثر من 100 شخص»، مضيفاً إن قوات الأمن اعتقلت 89 شخصاً تشتبه في مشاركتهم في عمليات القتل. وأكد «نقوم بنشر ألف جندي إضافي من القوات شبه العسكرية للسيطرة على الوضع في كراتشي»، وجاء ذلك بعد انتقاد اللجنة الباكستانية الرئيسية لحقوق الإنسان الحكومة لعدم التحرك الكافي لوقف العنف.
من جهته، قال وزير الإعلام بحكومة الإقليم الذي تتبعه كراتشي، شرجيل مأمون، إن السلطات أصدرت أوامرها لقوات الأمن «بإطلاق النار فور الاشتباه» على المسلحين المنخرطين في الهجمات. وفي أسوأ حادث، أطلق مسلحون النار على حافلتين، ما أدى الى قتل 12 شخصاً، بينهم طفلة في السادسة ليل أمس، حسبما أعلن مسؤول أمني. وأضاف المسؤول «نقوم بإجراءات محددة في المناطق التي تشهد الاضطرابات، والهدف إحلال الأمن في كل الشوارع».
ويعاني السكان من صعوبة كبيرة في الحصول على حاجياتهم اليومية. كما ذكر أنور كاظمي الذي يعمل مع «مؤسسة إيرهي» كبرى المؤسسات الخيرية الباكستانية، أن ثمة صعوبة بالغة في إيصال المساعدات الغذائية والمياه للمحتاجين مع تواصل إطلاق النار. وأضاف «تعرضت سبع من سيارات الإسعاف التابعة لنا لإطلاق نار حتى الآن وأُصيب أحد المتطوعين العاملين معنا».
ودعا رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، إلى إحلال السلام، وناشد البلاد أن تتوحد أمام العنف الذي يسود كراتشي. وأكد في احتفال لتكريم رياضيين أولمبيين باكستانيين أهمية كراتشي لسلامة أوضاع الاقتصاد في البلاد.
بدوره، أعلن السفير الأميركي لدى إسلام آباد، كاميرون مونتر، عن قلقه إزاء تصاعد الفوضى في المدينة التي يقع ميناؤها على بحر العرب وتستخدمه الولايات المتحدة لنقل إمدادات لـ 150 ألفاً من القوات الأجنبية التي تقاتل «طالبان» في أفغانستان. ولكراتشي التي يزيد عدد سكانها على 18 مليوناً تاريخ طويل من العنف السياسي والعرقي والطائفي.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)