خاص بالموقع- تحولت صحة الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، إلى المسلسل الأوحد في الحياة السياسية الفنزويلية منذ أكثر من شهر، والوضع على حاله بالرغم من عودة تشافيز إلى كاراكاس قبل عشرة أيام. قبل أسبوع، قالت جريدة «وول ستريت جورنال» نقلاً عن مصدرين وصفتهما بأنهما «مطلعان من الداخل» على صحة الزعيم البوليفاري، بأنه مصاب بسرطان في الكولون في منطقة الأمعاء الغليظة. وأخذت المعارضة تروّج بأن تشافيز «على حافة الوفاة... وبأن انتقال السلطة سيتم قبل الانتخابات المقبلة المنوي عقدها نهاية عام 2012». من جهته، لم يتردد تشافيز الذي يتقن الشخصنة في دخول هذه اللعبة المتأرجحة بين الصحة والسياسة، فاتصل هاتفياً يوم الثلاثاء الماضي بحفل إحياء السنة الثامنة للجامعة البوليفارية ليقول «أنا موجود الآن في منزلي مجتمعاً بوزير الخارجية، وأتعافى وأناضل من أجل الحياة، وأعدكم بأني بمشيئة الله وبقوة الإرادة سنتخطى كل هذه الصعاب وأعيش بعد سنوات طويلة».
ثم غنّى تشافيز أغنية شعبية على الهواء، قبل أن يختم «أؤكد لكم أني لم أتمتع ولا مرة في حياتي بقوة الإرادة التي أتمتع بها اليوم، لأن المعركة التي نخوضها اليوم ليست معركتي أنا، بل معركة كل الشعب... والمرحلة الانتقالية الوحيدة أمامنا ليست داخل الحكومة أو داخل الحزب، بل تلك التي ستنقلنا من الرأسمالية إلى الاشتراكية».

وفي المساء، حضر تشافيز قداساً تخلله صلوات لشفائه وأعطيت له البركة «ليتمتع بقوة الإرادة الروحية التي ستساعده على التعافي»، حسبما قال المطران كاريرا، الذي دعاه إلى المذبح لكي يقرأ الرسالة.

وأول من أمس، أُبلغ تشافيز بأن طاقمه الطبي يقوم الآن بتقويم عام لوضعه الصحي وأنه استعاد وزنه الطبيعي بعدما خسر 14 كيلوغراماً خلال آخر 40 يوماً... وأسرّ بأن مرضه علّمه «تقاسم المهمات والعيش من أجل الحياة بدلاً من العيش من أجل الموت كما كنت أفعل من قبل».
وتابع تشافيز إن الفحوصات تقوّم وضعه الصحي «عضواً تلو الآخر... وستبدأ الآن مرحلة ثانية قد تليها مرحلة ثالثة، ربما ألجأ فيها إلى علاج كيماوي أو إشعاعي، وقد تكون مرحلة أصعب بقليل». ثم أوضح أنه «لا الكولون ولا المعدة مصابان ولا مجزآن إلى 3 أو 4 أقسام كما يروّجون، ووضعي ليس بخطورة ما كان يتمناه البعض»، قبل أن يختم «تعيش الحياة وسنتصدى لكل أنواع السرطان التي تولدها الرأسمالية».
هكذا صارت صحة تشافيز مادة استقطاب الحياة السياسية للبلد. فالمعارضة اختارت هذا الموضوع لأنها لا ترى فيه تهديداً مباشراً لتشافيز فقط، بل أيضاً لنظامه، وهو قبل التحدي. أما الفارق الأساسي حتى الآن أنه استبدل خطاباته التي كانت تستمر ساعات طويلة بمداخلات ومكالمات موجزة ومقتضبة وباللجوء إلى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
إذا عاد وضعه الصحي وتدهور، لا شك أن وضع التشافيزية سيكون على المحك. أما إذا تعافى، فستصبح إعادة انتخابه شبه محسومة، حتى قبل بداية الحملة الانتخابية. مرة جديدة، نجح تشافيز في استقطاب الوضع السياسي حوله، وهذه المرة حول صحته، وقد أثبت تشافيز طوال السنوات الـ 12 الأخيرة بأنه المشهد المفضل ليؤكد تفوقه في غياب زعيم معارض قادر على منافسته.



(الأخبار)