لا يزال تقرير الأمم المتحدة بشأن مجزرة سفينة «مافي مرمرة»، التي حدثت العام الماضي في عرض البحر قبالة فلسطين المحتلة، يراوح في أروقة المماطلة الدبلوماسيّة، حيث أعلن مسؤول إسرائيلي أمس أنه أُرجئ مجدداً نشره الذي كان مقرراً أواخر الأسبوع. تزامن هذا الإرجاء مع تقرير لصحيفة «حرييت» التركية لمّح الى الخطة «ب»، التي قال رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان إن بلاده ستلجأ إليها إذا رفضت اسرائيل الاعتذار عن الهجوم على أسطول الحرية، الذي قُتل فيه 9 أتراك.وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين أهم الخطوات التي تتضمنها الخطة «ب»، تخفيف مستوى التمثيل الدبلوماسي التركي لدى تل أبيب، موضحة أنه بعد هجوم «مافي مرمرة» ألغت أنقرة تعيين كريم أوراس سفيراً لها لدى تل أبيب، كردّ فعل، وإذا رفضت إسرائيل الاعتذار، فسيخفض المستوى الدبلوماسي الحالي من قائم بالأعمال إلى سكرتير ثان.
غير أن مصادر دبلوماسية قالت للصحيفة إن حكومة أنقرة لا تزال تأمل أن تحصل على اعتذار إسرائيلي، لذلك أجّلت تعيين أوراس في منصب آخر غير منصب السفير، حيث جرى استثناؤه من التعديل في مناصب وزارة الخارجية، ما يعني أنه قد يعيّن إذا طُبّعت العلاقات بين الجانبين.
وسيؤثر إلغاء خطط تركيا لتعيين سفير لدى تل أبيب، في خطط إسرائيل لتعيين سفير لها لدى أنقرة في الأشهر المقبلة، إذا عاد السفير الحالي غابي ليفي إلى إسرائيل كما كان مخططاً له. وتخشى إسرائيل ألّا يتمكن المبعوث الجديد من الحصول على أوراق اعتماد من أنقرة إذا استمر الجمود في العلاقات.
وعلمت «حريّيت» أيضاً أن خطط أردوغان لزيارة غزة هي أيضاً جزء من الخطة «ب». وأشارت إلى أن أنقرة تدرس إجراءات أخرى دبلوماسية وقانونية قد يكون لها تأثير خطير في العلاقات مع إسرائيل، غير أن الحكومة تفضّل أن تطّلع على التقرير النهائي للأمم المتحدة بشأن الهجوم على «مافي مرمرة»، وتجري تحليلاً معمّقاً قبل أن تقرر خطوات إضافية ضد إسرائيل، بخاصة في القضاء الدولي.
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ييغال بالمور، أن «الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) طلب تأجيل نشر هذا التقرير (بشأن مجزرة اسطول الحرية) مجدداً»، لكنه رفض تأكيد معلومات صحافية مفادها أن اسرائيل هي التي طلبت هذا التأجيل لتتمكن في هذه الأثناء من مواصلة الجهود من أجل التقارب بين تركيا والدولة العبرية.
وكان من المقرر أصلاً نشر تقرير الأمم المتحدة في الثامن من تموز.
(أ ف ب، يو بي آي)