دعا البابا بنديكتوس السادس عشر، خلال عظة الأحد أمس، العالم إلى ألّا يقف غير مبالٍ أمام المجاعة والجفاف اللذين يضربان أفريقيا، وذلك غداة اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع 4 زعماء أفارقة لبحث الكارثة التي تهدد 12 مليون شخص في القرن الأفريقي. وقال البابا، أمام مئات المؤمنين الذين أتوا إلى كاستل غندولفو المقرّ الصيفي للبابا للمشاركة في القداس: «علينا ألا نبقى غير مبالين لمأساة الجوع والعطش». وأضاف: «العديد من إخواننا وأخوتنا في القرن الأفريقي يعانون العواقب المأسوية للمجاعة التي تفاقمت بسبب الحرب وغياب مؤسسات مستقرة»، داعياً إلى «التعاطف والتضامن الأخوي». وأكّد «أنّها مهمة كبيرة. في موسم العطل علينا ألا ننسى أن نفتح قلوبنا وأيدينا لمساعدة كل الذين يحتاجون إلى ذلك».
وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد التقى في البيت الأبيض بقادة أربع دول أفريقية، هم: البنيني، بوني ياغي، والغيني، ألفا كوندي، والنيجري، محمدو إيسوفو والعاجي، الحسن وتارا، لبحث كارثة المجاعة.
وأعرب عقب اللقاء عن أمله في رد دولي على المجاعة التي تتسع في القرن الأفريقي. وقال إن «المجاعة في هذه المنطقة تتطلب تحركاً واسعاً». وأوضح أنه ناقش خلال اللقاء «الطريقة التي يمكننا التعاون من خلالها لتجنب الأزمة الإنسانية التي تهدد شرق أفريقيا». وقال: «أعتقد أنها لم تلق الاهتمام الذي تستحقه هنا في الولايات المتحدة لكننا نواجه بداية مجاعة في القرن الأفريقي في مناطق بينها خصوصاً الصومال». وأضاف أن «هذا الأمر سيتطلب ردّاً دولياً ويجب أن تكون أفريقيا شريكاً لتجنب موت عشرات الآلاف جوعاً».
وكانت الأمم المتحدة قد طلبت يوم الجمعة 1,4 مليار دولار لمساعدة 12,4 مليون شخص ضحايا الجفاف في القرن الأفريقي. والمبلغ الجديد يرفع إلى 2,4 مليار دولار الحاجات المرتبطة بأسوأ جفاف في المنطقة، بينما تلقت وكالات الأمم المتحدة حتى الآن مليار دولار من الجهات المانحة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إنه «من دون هذه المساهمات الإضافية قد تتسع آثار المجاعة على منطقة جنوب الصومال ووراء حدود الدول المجاورة خلال شهر أو اثنين»، فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه قام برحلة ثانية لنقل المساعدات في جسره الجوي إلى مقديشو ونقل 28 طناً إلى العاصمة الصومالية، مقديشو، منذ بدء العملية يوم الأربعاء.
(أ ف ب)