تبنّت حركة «طالبان» التفجير الانتحاري الذي وقع أمس قرب مدخل مطار العاصمة الأفغانية كابول، وأدى الى مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 16 آخرين، وفيما أعلنت الحركة أنها استهدفت «آليتين لقوات أجنبية»، حمّل الرئيس الأفغاني، باكستان، المسؤولية عن هجمات «طالبان»، مشيراً الى أنها تقوّض مفاوضات السلام بين حكومته و«طالبان».
ووقع التفجير عند حاجز على الطريق المؤدية إلى مطار كابول في ساعة ذروة. ورأى المتحدث باسم شرطة المدينة، عبدالله كريمي، أن «الهجوم كان يرمي إلى التسبب في عدد كبير من الضحايا بين المدنيين».
في المقابل، أعلن المتحدث باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، أن الهجوم استهدف «آليتين لقوات أجنبية»، وأدى إلى مقتل جميع الركاب، مؤكداً أن الأخيرين جميعهم من الأجانب، ونافياً مقتل أي مدنيين أفغان.
في الوقت نفسه، قال مسؤول أمني، من مكان الهجوم، إن الاستهداف «على ما يبدو»، كان لسيارتين مصفحتين، دون أن يوضح هوية من كان داخلهما. وهذا الهجوم هو الأخير في سلسلة من العمليات المشابهة، التي شهدتها العاصمة في الآونة الأخيرة، واستهدفت أكاديمية للشرطة وقاعدة للقوات الخاصة الأميركية ومنشآت أمنية وعسكرية عدة. ووفق بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، قُتل 1592 مدنيا وأصيب 3329 آخرون خلال النصف الأول من العام الجاري، في عمليات من هذا النوع.
في سابقة من نوعها، وبعد بضع ساعات من الهجوم، اتهم الرئيس الأفغاني، أشرف غني، باكستان بـ«توجيه رسالة عدائية» عبر سلسلة الهجمات التي تشنها «طالبان» في كابول، مشيراً إلى أن من شأنها أن تقوّض إمكانية الاستئناف السريع للمفاوضات مع الحركة. ورأى غني، أمس، أن هجمات كابول تُثبت أن باكستان لا تزال تؤوي «معسكرات لتدريب الانتحاريين وأماكن لصنع القنابل»، قائلاً: «إذا استمر قتل شعبنا، فإن علاقتنا مع باكستان ستفقد معناها».
وتساءل الرئيس الأفغاني: «ماذا كانت الحكومة الباكستانية ستفعل لو أن مجزرة شاه شهيد (هجوم أدى الى مقتل 15 شخصاً يوم الخميس الماضي في كابول) وقعت في إسلام آباد، وكان المسؤولون عنها في أفغانستان؟».
ولدى تولي غني منصبه في أيلول الماضي، بدأ تقارباً مع إسلام آباد، في محاولة لإنهاء الصراع المستمر منذ عام 2001 مع «طالبان». وتنفي باكستان استمرارها في دعم «طالبان»، وهي استضافت جولة أولى من مفاوضات سلام مباشرة بين الحركة والحكومة الأفغانية في تموز الماضي.
لكن جولة ثانية، كانت مقررة في نهاية الشهر نفسه، أُرجئت إلى أجل غير مسمى، بعد إعلان وفاة الملا عمر، زعيم الحركة. ويقول مراقبون إن هجمات الحركة الأخيرة محاولة من الملا أختر منصور، الذي خلف عمر، لصرف الأنظار عن الخلافات داخل الحركة، التي فجرها رفض عدد من قادة الحركة مبايعة منصور.
(أ ف ب، رويترز)