لا تزال الأوضاع في الصومال وكينيا، حيث مخيمات اللاجئين الصوماليين الفارين من المجاعة، تراوح مكانها بانتظار قرارات دولية تعالج الأزمة وتدفع بالمزيد من المساعدات نحو المحتاجين. وفي هذا الاطار من المفترض أن يُعقد في مقر منظمة الأغذية والزراعة في روما، اجتماع الاربعاء المقبل يهدف الى «رصد تداعيات الموقف بما في ذلك المتطلبات المالية وأوجه القصور، وكذلك مناقشة وضع الخطوات المتخذة حتى الآن لإنقاذ الأرواح والمجتمعات». واستكمالاً لمبادرات برنامج التنمية الزراعية في أفريقيا، سيناقش الاجتماع الأسباب الجذرية للأزمة والاحتياجات بعيدة المدى لدول المنطقة لتعزيز الصمود المعيشي بفاعلية وعلى نطاق واسع، كما سيساهم في الإعداد لمؤتمر التعهد لدول القرن الأفريقي الذي سيقيمه الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا في إثيوبيا» بحسب المنظمة.ويسبق هذا الاجتماع اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الذي سيعقد في اسطنبول في 17 آب الجاري لبحث القضية. وفي هذا السياق، بحث، امس، وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو هاتفياً مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان الأوضاع في الصومال، داعياً اياه الى مشاركة بلاده في الاجتماع.
من جانبهم، أفاد المسؤولون عن برنامج منظمة الأغذية العالمي، اول من أمس، بأنهم تمكنوا من الوصول إلى المزيد من المناطق المنكوبة في الصومال، لكن لا تزال التحديات الأمنية قائمة في مقديشو على رغم من انسحاب المتمردين الاسلاميين من العاصمة، بينما القتال لا يزال يتفجر بين الحين والآخر.
وفي السياق، قال المدير الاقليمي لبرنامج الاغذية العالمي في شرق ووسط افريقيا، ستانليك سامكانجي، للصحافيين «تمكنا خلال الشهر الماضي من كسب فرصة اكبر لدخول مناطق لم نكن نقدر في السابق على العمل فيها». لكنه رفض التصريح عن تلك المناطق خوفاً من أن تصبح هدفاً.
في غضون ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، أول من أمس، ان الولايات المتحدة ستقدم 17 مليون دولار اخرى للمساعدة في محاربة المجاعة تشمل 12 مليون دولار لمساعدة الصوماليين. وقالت كلينتون في كلمة لها في معهد ابحاث السياسة الغذائية الدولية إن الاموال الجديدة ـــــ التي تأتي بالإضافة الى 105 ملايين دولار من المساعدة الاميركية تم الاعلان عنها يوم الاثنين ـــــ ستصل بإجمالي المساعدة الانسانية الاميركية للمنطقة الى اكثر من 580 مليون دولار هذا العام. وفي الوقت الذي يعاني فيه اكثر من 12 مليون انسان بسبب اسوأ جفاف منذ عقود في إثيوبيا وكينيا وجيبوتي والصومال، دعت كلينتون الحكومات والجهات المانحة إلى إنهاء حلقة الجفاف والمجاعة في المنطقة عبر الاستثمار في مجال الزراعة، مضيفة أن المجاعة هي «أشد حالات الطوارئ الإنسانية حدة في العالم الآن والأسوأ في شرق افريقيا منذ عدة عقود». ومضت قائلة «وفي الوقت الذي نسارع فيه إلى إيصال مساعدات الإنقاذ يتعين أيضاً أن نركز على المستقبل من خلال مواصلة الاستثمار في الأمن الغذائي على المدى الطويل في الدول المعرضة للجفاف ونقص الغذاء». وقالت كلينتون إن تعزيز نظم الأمن الغذائي هو المفتاح لتجنب الأزمات الغذائية، مشيرة إلى أنه «برغم من ان الجفاف هو الذي يطلق نقص الغذاء فهو ليس السبب في نقص الغذاء بل (إن السبب هو) عدم وجود أو ضعف الانظمة الزراعية التي تفشل في انتاج ما يكفي من الغذاء او الفرص السوقية في اوقات الرخاء وتنهار تماماً في أوقات الشدة
(الأخبار، يو بي آي، رويترز)