كان التصعيد عنوان اليوم الثاني من الحرب التركية المتجدِّدة على مقاتلي حزب العمال الكردستاني؛ إذ ترافقت الغارات الجوية للمقاتلات التركية على مواقع «الكردستاني» في شمال العراق، مع حملة برية على حزب عبد الله أوجلان في جنوب شرق تركيا، ما أدّى إلى ارتفاع حصيلة قتلى الجيش التركي والحزب الكردي. وتركّزت غارات اليوم الثاني من القصف الجوي والمدفعي في ساعات الفجر والصباح؛ إذ هاجمت الطائرات التركية 28 هدفاً جديداً للحزب الكردي في منطقة جبل قنديل وهاكورك وأفاسين باسيان وزاب، تلا ذلك استهداف 96 هدفاً جديداً في جولة ثانية من القصف، يضافون إلى المواقع الـ 228 التي استُهدفت في اليوم الأول من القصف، بحسب بيان لهيئة أركان الجيش التي جزمت بأن «الأنشطة في مكافحة الإرهاب ستتواصل بحزم في الداخل والخارج حتى يُقضى على الحزب الإرهابي». واعترف المسؤول الإعلامي في «العمال الكردستاني» دوزدار حمو بحصول الغارات التي استهدفت منطقة جبال قنديل فقط على حد تعبيره، وهي «التي لم تؤدِّ إلى وقوع خسائر بشرية أو مادية».وسارع الحزب الكردي إلى الرد على الغارات بتنفيذ هجومين متزامنين ليل الخميس ـــــ الجمعة في إقليم سيرت، عندما أطلق المقاتلون القذائف من منصات لإطلاق الصواريخ والبنادق على موقع للقوات العسكرية في منطقة ايروه، ما أدى إلى مقتل ضابطين وإصابة أربعة جنود، مع تأكيد الجيش مقتل 4 من المقاتلين الأكراد في الاشتباكات التي تلت هذا الهجوم. وفي منطقة برفاري أيضاً، أصاب المقاتلون الأكراد أربعة مدنيين خلال هجمات مشابهة على منشآت عسكرية، بحسب الإعلام التركي الرسمي. كذلك اشتبك عناصر «الكردستاني» مع قوات الأمن في إقليم تونجلي في شرق تركيا ليلاً في عملية للجيش استخدمت في خلالها مروحيات عسكرية نقلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وفي السياق، أعلنت السلطات التركية اعتقال 16 عنصراً من «الكردستاني» في حملة دهم شنت على 24 موقعاً بمنطقة يوكسيكوفا في مقاطعة هاكاري جنوب شرق البلاد وفي إسطنبول. ولم يتضح بعد، حتى في الإعلام التركي، ما إذا كانت الغارات الجوية التي أدرجت في خانة الانتقام لمقتل 9 جنود أتراك يوم الأربعاء الماضي، تأتي تمهيداً لتوغل بري في شمال العراق مثلما حصل للمرة الأخيرة قبل 3 سنوات. وكانت الحملة العسكرية الجديدة للجيش التركي قد نالت دعماً سياسياً عبّر عنه بيان شديد اللهجة لمجلس الأمن القومي التركي الذي انعقد أول من أمس برئاسة عبد الله غول، الذي أصدر بياناً أكد فيه أنه سيتبنى «قتالاً أكثر فاعلية وحسماً في الحرب على الإرهاب»، رغم تنديد رئيس برلمان إقليم كردستان العراق كمال كركوكي بالعملية الجوية التركية، التي تُعدّ «انتهاكاً واضحاً لسيادة العراق». أما الإجراءات السياسية التركية، فترجمها من جهة، رفض الحكومة السماح لأربعة من محامي زعيم الحزب الكردي عبد الله أوجلان زيارته في سجنه بجزيرة إمرلي، بعدما أعلنت أنقرة بداية «عهد جديد» في القتال ضد حزبه، وذلك إثر انتهاء المحادثات التي كانت تجريها الدولة مع أوجلان في أواخر تموز الماضي. ومن جهة ثانية، تحذير رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، الحزب الكردي الشرعي «السلام والديموقراطية»، من تعرضه للمحاكمة إذا لم يحدد موقفاً حاسماً من «العمال الكردستاني».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)