ذكرت صحيفة «اندبندنت» في تقرير لها، أمس، أنه بعد شهر على إعلان المجاعة في الصومال، فإن شخصاً من بين خمسة أشخاص فقط تصلهم المساعدات الغذائية، وذلك بسبب الحرب الأهلية وعرقلة الميليشيات المسلحة، في وقت نشطت فيه الدول والجمعيات من أجل تنظيم حملات إغاثة للشعب الصومالي، ويُتوقع أن تستضيف أديس أبابا اجتماعاً للاتحاد الأفريقي بهذا الشأن يوم الخميس.وقالت الصحيفة إنه أقل من 1/5 من قرابة 2.8 مليون يعانون المجاعة في جنوب الصومال يتلقون المساعدة الغذائية. وأضافت إن النزاع المستمر وحظر المنظمات الإنسانية من الدخول لتقديم الإغاثة من قبل منظمة «الشباب» الموالية لتنظيم «القاعدة» جعلا من المستحيل عبور قسم كبير من المساعدات.
وأضافت إن «من أسعفهم الحظ نجحوا في الهرب الى مخيمات للاجئين في مقديشو وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي، لكن الغالبية أجبرتهم «الشباب» على البقاء، لأن الحركة المتمردة ترى أنّ من الأفضل الموت على تلقي مساعدة من كفار». ونقلت عن المدير التنفيذي لجمعية الهدف الخيري الإيرلندية، جون أوشي، قوله إن «الشباب تقول إنها تفضل أن يموت الصوماليون من الجوع على أن يقبلوا مساعدات غربية. هذه ليست مجاعة، إنها حرب. المجتمع الدولي يركز بغالبه على مخيمات اللاجئين في إثيوبيا وكينيا وجيبوتي وعلى البرامج الغذائية في مقديشو، رغم أن هؤلاء لا يمثلون قلب الأزمة. الواقع أن أكثر من 4 ملايين مصاب بالمجاعة محتجزون داخل الصومال».
من جهة ثانية، قررّ الاتحاد الأفريقي عقد اجتماع في 25 الجاري لجمع أموال لإغاثة المتضررين بالجفاف والمجاعة في الصومال. وقال الأمين العام للاتحاد جان بينغ، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، إن الاجتماع سيعقد في أديس آبابا. ووصل بينغ أول من أمس إلى مقديشو برفقة وفد من الاتحاد الأفريقي يضم رمضان العمامرة، مسؤول الاتحاد الأفريقي للشؤون الأمنية، وأبا بكر ديارا سفير الاتحاد الأفريقي لدى الصومال. وقال إنهم يشجعون القادة الأفارقة على المشاركة في الاجتماع وإعلان مساهماتهم في مواجهة مشكلة الجفاف والمجاعة في الصومال.
وأشار الى أن الجزائر وعدت بتقديم عشرة ملايين دولار أميركي، كما تعهدت دول من بينها موريتانيا والغابون وموريشيوس تقديم مساهمات لم يذكر حجمها. وأوضح أن الاتحاد ينتظر دولاً مثل الصين والهند والبرازيل كي تقدم مشاركة فاعلة ومساهمة كبيرة في الأزمة الإنسانية في الصومال.
من جهته، قال الرئيس الصومالي إنه بحث مع الوفد الأفريقي قضايا عديدة، من بينها أزمة المجاعة، والمساعدات الإنسانية، والقضايا الأمنية والسياسية، مشيراًإلى أن الاجتماع القادم في أديس أبابا خطوة تستحق الإشادة.
وأطلقت السعودية، بدورها، حملة لإغاثة الشعب الصومالي، وأصدر الديوان الملكي بيانا جاء فيه أن «يكون الاثنين (اليوم) يوماً لانطلاقة الحملة الوطنية في جميع مناطق المملكة، لتقديم التبرعات، للتخفيف من معاناة أهالي الصومال». وناشد الملك عبد الله في البيان «أبناءه وبناته من الشعب السعودي وكل صاحب ضمير حي أنعم الله عليه بأن يبادر إلى تلبية نداء الحق والواجب وألا يبخل بفضل الله عليه».
كذلك ذكرت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» أن وفداً من جمعية الهلال الأحمر الكويتي وزع مساعدات غذائية على منكوبي ثلاثة مخيمات قريبة من العاصمة الصومالية مقديشو. وشدد رئيس بعثة الهلال الأحمر الكويتي عبد الرحمن العون على أن عملية توزيع المساعدات الغذائية ستتواصل بصورة مكثفة خلال الأيام المقبلة. وأكد أن الوضع الإنساني يفرض سرعة التحرك لإنقاذ النازحين الصوماليين.
وقدّرت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي في تقرير لها عدد المتضررين من القحط والجفاف في الصومال بـ 3 ملايين و800 ألف متضرر، وفقاً لمسوحات ميدانية أجرتها هناك من خلال مكاتبها في مقديشو وهرجيسا وجيبوتي. وأظهر التقرير أن الأوضاع هناك تزداد سوءاً، فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن هناك أكثر من 300 ألف طفل في الصومال يواجهون خطر الموت جوعاً، مشيرة الى أن أكثر من 12 مليون شخص في الصومال وكينيا وجيبوتي وإثيوبيا بحاجة الى مساعدات غذائية.
كذلك دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى تكثيف المساعدات الإنسانية للنازحين في المخيمات خارج العاصمة الصومالية مقديشو. وأوضحت، في بيان لها، «أن معظم المنظمات الإنسانية العاملة في الصومال ركزت مساعداتها على مخيمات النازحين في مقديشو، ما أدى إلى تحسن ملحوظ للأوضاع الإنسانية، مقارنةً بما كانت عليه في الأسبوعين الماضيين». وأضافت «إلا أن هذا النهج أدى إلى نزوح مزيد من السكان نحو العاصمة».
(الأخبار)