بعد جهود ومفاوضات مضنية وأخذ وردٍّ شاقين مع الدول الكبرى لعامين، قرّرت الجمهورية الإيرانية وقف التفاوض بشأن تبادل الوقود النووي، ليقع بذلك حلّ الملف النووي الإيراني المثير للجدل في عقبة جديدةأعلنت إيران، أمس، أنها لن تتفاوض بعد اليوم بشأن تبادل الوقود النووي مع القوى العظمى، وهو الحلّ المطروح لأزمة ملفها النووي، في وقت يتصاعد فيه التوتر الإيراني الخليجي مع تصريح وزير الداخلية السعودي نايف بن عبدالعزيز بأن إيران تستهدف السعودية.
وقال رئيس البرنامج النووي، فريدون عباسي دواني، لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا»: «لن نتفاوض بعد اليوم بشأن تبادل الوقود ووقف إنتاجنا للوقود». وأضاف: «طلبنا منهم تقديم ادعاءاتهم الرئيسية مع وثائقهم والأدلة لدراستها. قلنا للوكالة إنه إذا أرادوا مناقشة هذه القضايا، فهناك حدود، أي أن هذه الدراسة تتعلق بعدد محدود من الحالات فقط، وإلا فلن تكف الدول المعادية (الغربية) لنشاطاتنا النووية السلمية عن طرح أسئلة أخرى وفبركة وثائق لتقديمها إلى الوكالة». ومشروع تبادل الوقود الضعيف التخصيب مقابل اليورانيوم العالي التخصيب اقترحته الدول الكبرى في 2009 لردع إيران عن تطوير قدراتها في التخصيب.
من جهة ثانية، دعا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي، خلال استقباله الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وأعضاء حكومته، إلى استمرار الجهاد الاقتصادي، مؤكّداً أن الحظر المفروض على بلاده سيفشل. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا» إن خامنئي شدد «على أهمية متابعة قضية الجهاد الاقتصادي لتحقيق الازدهار وحل مشاكل المواطنين المعيشية وتحقيق الأهداف المرسومة، والتصدي للأهداف العدوانية للنظام السلطوي ضد إيران». ورأى أن تحقيق أهداف الخطة العشرينية ضرورة ملحة. وقال إن «تحقيق هذه الأهداف يجعل من إيران القوة الاقتصادية الأولى في المنطقة. وفي حال عدم تحقيق هذه الأهداف سنتعرض لخسائر كبيرة. لذلك، ليس أمامنا إلا الجهاد الاقتصادي». وأشار إلى أن «الأعداء جندوا كل ما يملكون لضرب الاقتصاد الإيراني»، لكنهم فشلوا لحد الآن في تحقيق هذا الهدف بفضل دراية مسؤولي النظام الإسلامي وحنكتهم.
ولفت خامنئي إلى أن «الأعداء تحدثوا في بداية هذا العام عن حظر سيشل الاقتصاد الإيراني، وعن حظر آخر ذكي». وقال إن «أياً منها لم يؤثر على إيران، بل زاد من دراية النظام وحنكته وأدى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات». وأضاف أن «الفشل هو المصير الأكيد للحظر الذي تفرضه جبهة الاستكبار وأميركا على إيران». وقال: «نظراً إلى الحقائق الموجودة في العالم، لا يمكن الحظر أن يدوم، وعلينا أن نفشله من خلال الجهاد الاقتصادي والتحرك الهادف والمنطقي». ورأى أن «الجهاد الاقتصادي يمثّل الأرضية المناسبة لازدهار اقتصاد البلاد».
في هذا الوقت، قال وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، إن المملكة تعاني استهداف إيران لها. ونقلت صحيفة «المدينة»عن الأمير نايف قوله خلال حفل سحور: «سنظل مستهدفين من الإرهاب والإرهابيين. وسيبقى الإرهاب يحاول، ومن خلفه جهات أخرى تدعم ذلك الاستهداف». وأضاف: «مستعدون للإرهاب، معتمدون على الله عز وجل، ثم على رجال من أبناء الوطن أكفاء قادرين على أن يقوموا بواجباتهم».
وعن الأوضاع الإقليمية، قال نايف: «نحن محاطون بمشكلات العراق من الشمال، واليمن من الجنوب، ومشكلات إيران واستهدافها للمملكة، ومشكلات أفريقيا من الغرب»، مؤكداً في المقابل «أننا نعيش في استقرار وتقدم».
من جهة ثانية، قال نايف: «نعيش نشاطاً تجارياً في أوجه، ورؤوس الأموال الأجنبية تأتي إلى المملكة للاستثمار، رغم ما يحيط بنا من كل الجهات، إلّا أن الأمن والاستقرار متحققان».
(أ ف ب، يو بي آي)