نظمت العديد من المدن السورية تظاهرات جديدة، أمس، تركزت في حمص ودرعا وإدلب، رفعت للمرة الأولى شعار «جمعة الحماية الدولية» في مواجهة النظام، الذي صعّدت الحكومة التركية من انتقاداتها له، فيما دعاه حليفه الإيراني إلى الحوار مع معارضيه. أما روسيا، التي استقبلت ممثلين عن المعارضة، فأرسلت إشارات متعددة، متحدثةً عن وجود «إرهابيين» بين صفوف المعارضة، بالتزامن مع إبداء انفتاحها على مناقشة مسودة قرار أممي حول سوريا ضمن شروط محددة، في حين من المنتظر أن يبدأ الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، اليوم زيارة للعاصمة السورية دمشق، ستستمر لساعات قليلة. وأفادت معلومات عن تلقي جميع المسؤولين في الجامعة العربية تعليمات من العربي بوقف التصريحات الإعلامية حتى تنتهي الزيارة ويعود للقاهرة، ويكتب تقريراً لعرضه على اجتماع مجلس الجامعة العربية يوم الاثنين المقبل. ميدانياً، نقلت وكالة «فرانس برس» عن المرصد السوري لحقوق الانسان اشارته إلى سقوط أربعة مدنيين بنيران قوات الأمن السورية، فيما أعلنت هيئة الثورة السورية مقتل 8 أشخاص. أما رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، مازن درويش، فأكد لـ«يونايتد برس إنترناشونال»، مقتل 5 أشخاص، مشيراً إلى سقوط «3 أشخاص في مدينة حمص (باب سباع وكرم الزيون وباب دريب)، بينما قتل اثنان في محافظة إدلب»، وأضاف إن عدداً لم يحدده من الجرحى، سقط في حمص وإدلب ودرعا وفي ريف دمشق التي شهدت تظاهرات في عدد من أحيائها.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان، خرجت تظاهرات حاشدة في مدن سراقب وسرمين وبنش وتفتناز وجرجناز وخان شيخون ومعرة النعمان.
وفي حمص، أشار المرصد إلى خروج «أكثر من 20 ألف متظاهر في حي دير بعلبة»، فضلاً عن جرح 6 أشخاص في حي الخالدية. كذلك خرجت تظاهرات في «مدن الرستن و تلبيسة والقصير»، فيما أشارت لجان التنسيق المحلية الى «قطع الاتصالات والتيار الكهربائي عن مدينة تلبيسة».
أما في دير الزور، فأفاد المرصد عن انطلاق تظاهرات حاشدة من مساجد المدينة، فيما شهدت العاصمة دمشق تعبئة اقل من المدن الأخرى، اذ تظاهر أكثر من 150 شخصاً في حي برزة. وفي ريف دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن «ستة جرحى، بعضهم في حالة خطيرة، سقطوا في الكسوة». وفي جنوب البلاد، ذكرت اللجان أن «نحو مئة شخص تظاهروا في السويداء»، فيما تعرضت تظاهرة في نوى في درعا إلى اطلاق نار، فضلاً عن «قطع الاتصالات عن مدن داعل والحراك والجيزة وطفس ونوى وإبطع»، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان.
كذلك أعلن المرصد وفاة الشقيق السبعيني لأحد ابرز الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري، حسين الهرموش، بينما كان محتجزاً لدى قوات الأمن اثر عملية قامت بها في قرية ابلين في منطقة جبل الزاوية، فيما نقلت «سانا» عن مصدر عسكري حديثه عن تنفيذ «عملية نوعية» في المنطقة أسفرت عن سقوط عدد من «أفراد تلك المجموعات الإرهابية بين قتيل وجريح»، فضلاً عن «استشهاد ثلاثة من عناصر القوة الأمنية وجرح ثلاثة آخرين».كذلك نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول في حماه نفيه «إطلاق نار على متظاهرين في جامع الإحسان».
وتأتي هذه التطورات الميدانية، بالتزامن مع استقبال روسيا ممثلين عن المعارضة السورية وجّهوا إليها دعوة للقيام بدور «أكثر إيجابية» في الأزمة، غداة تنديد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بوجود «ارهابيين» ومتطرفين في صفوف المعارضة، وتلميحه الى استعداد بلاده لمناقشة قرار للأمم المتحدة بشأن سوريا، لكنه شدد على وجوب «ألا يقوم على إدانات منحازة لأفعال الحكومة والرئيس الأسد».
وأعرب رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، عمار القربي، عقب مباحثات مع الممثل الخاص للرئيس الروسي ميخائيل مارغيلوف، عن الأسف لأن «الموقف الروسي يتغير ببطء أكثر مما كان متوقعاً». وفيما نفى رئيس المكتب التنفيذي لمؤتمر التغيير أن تكون زيارته إلى روسيا مع ممثلين آخرين عن المعارضة للاجتماع بمسؤولين سوريين، أشار القربي إلى أن المعارضة السورية على استعداد للجلوس وراء طاولة المفاوضات والبدء بالحوار الوطني، بشرط وقف إراقة الدماء، وسحب كل القوات من المدن السورية، ومحاكمة المذنبين الذين نكّلوا بالسكان المسالمين.
أما مارغيلوف، فأوضح أن الموقف الروسي ينطلق من ضرورة حل الأزمة السياسية في سوريا بسبل سياسية، مشيراً إلى أن وفداً من مجلس الشيوخ الروسي سيزور سوريا قريباً، فيما سيلتقي مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في موسكو الاثنين المقبل.
في هذه الأثناء، برز موقف جديد للرئيس الإيراني، محمود احمدي نجاد، حيال الأزمة السورية، أبدى خلاله استعداد بلاده لاستضافة اجتماع «يضم دولاً اسلامية تكون قادرة على مساعدة سوريا على حل «مشاكلها»، بينما وجه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، انتقاداً جديداً للرئيس السوري بشار الأسد، محذّراً اياه بأن «حكمه قد ينتهي على نحو دامٍ، إذا استمر في قمع الاحتجاجات».
إلى ذلك، قال دبلوماسيون إن مبعوثين من الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أعطوا موافقة مبدئية على فرض حظر على الاستثمار في قطاع النفط السوري، كما أعلنت الحكومة اليابانية تجميد أصول الرئيس السوري بشار الأسد و14 شخصية سورية أخرى.

(أ ب ، أ ف ب، يو بي أي، رويترز)