دخلت الأزمة التركية الكردية منحى خطيراً مع اعلان أنقرة، أمس، أنها تستعد لشن عملية برية محتملة ضد الانفصاليين الأكراد في شمال العراق، مؤكدةً أن ذلك يعتمد على محادثات أنقرة مع العراق. وقال وزير الداخلية التركي، ادريس نعيم شاهين، للصحافيين أمس، إنه «يمكن شن عملية برية عبر الحدود في أي لحظة، بناءً على المحادثات الجارية مع جارنا».
وذكرت وسائل الإعلام التركية أن وكيل وزارة الخارجية التركية، فريدون سينيرلي اوغلو، اجتمع في بغداد مع الرئيس العراقي جلال طالباني، كما اجتمع مع مسؤولين أكراد في اربيل. وكان أوغلو قد توجه الى بغداد لإجراء محادثات مع حكومة بغداد. وتطالب أنقرة العراق بمزيد من التعاون في مواجهة حزب العمال الكردستاني.
وبينما لا تزال العمليات الجوية مستمرة، أعلنت القوات المسلحة التركية، الأسبوع الماضي، أن ضرباتها الجوية والقصف المدفعي في آب أديا إلى قتل ما بين 145 و160 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق. وكان أحدث توغل تركي كبير بعد اجتياح الثمانينيات، قد حصل أوائل عام 2008، حين دفعت أنقرة بعشرة آلاف جندي الى شمال العراق بدعم جوي.
بدوره، صرح نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت أرينج، أول من أمس، بأن حكومة أنقرة تجري محادثات مع الولايات المتحدة لتوفير قاعدة لأسطول من الطائرات الأميركية بلا طيار متمركزة الآن في العراق، ما عزّز تكهنات بإمكان استخدامها لاستهداف مواقع حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل بشمال العراق.
وفي الوضع الميداني العراقي، قتل نحو 22 من الزوار الشيعة مساء الاثنين قرب قرية الأعوج، في منطقة النخيب الصحراوية، التي تبعد 300 كيلومتر غرب بغداد على أيدي مسلحين مجهولين كانوا متوجهين من كربلاء الى سوريا، بعدما عزلوا النساء والأطفال عن الرجال، حسبما اعلنت مصادر محلية تسلمت جثث الضحايا.
واوضح قائمقام عين تمر، البلدة الأقرب الى مكان الاعتداء، أن «مسلحين يرتدون ملابس الجيش والشرطة أوقفوا حافلة تقل زواراً من سكان كربلاء متوجهين الى سوريا، وعزلوا الرجال الـ 22 عن النساء والأطفال، وأعدموهم بالرصاص».
وبحسب جمال مهدي، مسؤول اعلام الصحة في كربلاء، فإن «16 من الضحايا من سكان كربلاء، واربعة من اهالي البصرة، وآخر من الناصرية، إضافة الى شخص مجهول آخر، تقول شركة السياحة إنه السائق، وهو سوري الجنسية، اسمه ياسر زين العابدين».
واعلن محافظ كربلاء امال الدين الهر «الحداد يوماً واحداً في كربلاء»، حسبما أفاد بيان اصدره مكتبه. ونقل البيان عن المحافظ قوله «استشهد 22 رجلاً من سكان كربلاء على يد التحالف البعثي التكفيري في محافظة الأنبار».
ولاقى الحادث استنكاراً من محافظة الأنبار، وقال الشيخ رعد السليمان، احد كبار مشايخ الدليم، إن «الحادث الإجرامي الذي طاول عدداً من العراقيين الأبرياء لا يمت الى الإسلام بصلة».
فيما قال نائب رئيس مجلس الأنبار، سعدون عبيد شعلان، «نستنكر الأعمال الإجرامية، وكلنا في الأنبار نقف بوجه أي شخص يهدر دماء العراقيين، سواء كانوا من الشمال أو الجنوب، مسلمين أو غير مسلمين».
من جانب آخر، قتل اربعة اشخاص واصيب ثمانية اخرون، في هجومين منفصلين في بغداد وشمالها. وأوضح مصدر في وزارة الداخلية، أن «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه على حاجز تفتيش مشترك للشرطة وقوات الصحوة، ما أدّى إلى مقتل اثنين من الشرطة وأحد عناصر الصحوة وإصابة ثمانية آخرين في منطقة الطارمية شمال بغداد. وفي حادث منفصل آخر، قتل أحد عناصر الصحوة بعبوة لاصقة في سيارته في منطقة العامرية غرب العاصمة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)