شدد وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي، أمس، على أن بلاده لم تُفاجأ بالتطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة؛ لأنها كانت تلمس الصحوة الإسلامية في الأفق منذ بداية الثورة الإسلامية الإيرانية.ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن صالحي قوله، في كلمة ألقاها أمام المؤتمر الدولي الأول للصحوة الإسلامية المنعقد في طهران، «إن الحركات الشعبية بحاجة إلى عنصري النموذج والحافز»، لافتاً إلى أن إيران التي حققت إنجازات لافتة بكافة الميادين تُعَدّ «نموذجاً مناسباً». وأكد «أن الإسلام الذي قدمه مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام الخميني يُعَدّ حافزاً مهماً لكافة الثورات والحركات الشعبية في المنطقة».
وانتقد صالحي محاولات القوى الأجنبية الرامية إلى تحريف مسار الحركات الشعبية في المنطقة. وقال إن «الجهود التي تبذلها بعض الحكومات الأجنبية لتحريف مسار الحركات الشعبية في المنطقة من خلال استخدام سياسات مزدوجة أمر خطير له تداعيات غير قابلة للتعويض على النظام الدولي».
وكان مؤتمر الصحوة الإسلامية قد انطلق بمشاركة أكثر من 700 مفكر وعالم من ثمانين دولة، وخاصة البلدان التي تشهد حراكاً شعبياً. كذلك حضرت وفود من دول غربية كثيرة، منها بريطانيا وإيطاليا وأميركا وروسيا ورومانيا والأرجنتين والبرازيل وبلجيكا والبوسنة وبوليفيا وتشيلي وصربيا وفرنسا.
وفي كلمته في افتتاح المؤتمر، دعا مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، الثوار العرب إلى عدم الثقة بالولايات المتحدة والغرب وحلف شماليّ الأطلسي، وحل مشاكلهم «من طريق تطبيق مبادئ الإسلام».
وقال خامنئي إن المعسكر الشرقي قد انهار، والغربي يحاول البقاء، والصحوة الإسلامية هي التي ستنتصر. ورأى أن «الإحساس بالخوف من أميركا والغرب هو خطر يجب التصدي له وطرده من قلوب شباب العالم الإسلامي»، مشيراً إلى أن الجيل المعاصر من البلدان الإسلامية له قدرة النهوض والتصدي، وهو مبعث افتخار. وأضاف: «من الممكن التغلب على كل هذه الموانع والآفات بالاتكال على الله وحسن الظن من وعد بالنصر والتحلي بالعزم والشجاعة»، مشدداً على أن «شعارات الثورات الإسلامية يجب أن تؤكد الاستقلال والعزة ورفض الكيان الصهيوني»، مؤكداً أن تحقيق أهداف الصحوة لا ينسجم مع رغبة الغرب والكيان الصهيوني.
مستشار الخامنئي، مدير المؤتمر، علي أكبر ولايتي، أوضح في وقت سابق، أن المؤتمر سيناقش خمسة محاور رئيسية، هي: أسس الصحوة الإسلامية ومفاهيمها، دور الأشخاص المؤثرين فيها، تعريف التيارات، دراسة المخاطر التي تهدد الصحوة الإسلامية، توحيد صفوفها، بالإضافة الى مناقشة أهداف الصحوة الإسلامية وتداعياتها ومستقبلها.
(الأخبار، يو بي آي)