تزامناً مع توجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى نيويورك لحضور الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حضّت الولايات المتحدة إيران على التعاون والوفاء بالتزاماتها حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي، إذا أرادت الخروج من عزلتها.وشدّد وزير الطاقة الأميركي ستيفن شو، أمام المؤتمر العام الخامس والخمسين للوكالة التابعة للأمم المتحدة الذي افتتح أمس في فيينا، على أن «أمام حكومة إيران الخيار: يمكنها أن تفي بالتزاماتها وإعادة بناء الثقة الدولية بالطابع السلمي الحصري لأنشطتها النووية، أو تزداد عزلتها والعقوبات الدولية». ورأى أن «زيادة طهران لتخصيبها (اليورانيوم) ونقله إلى موقع تحت الأرض (...) يُعدّ استفزازاً كبيراً ويقرّبها من القدرة على إنتاج اليورانيوم» لأغراض عسكرية.
وردّ المندوب الإيراني عباسي دواني، الذي تحدث بعد الوزير الأميركي بفترة قصيرة وهو يشير بوضوح إلى الولايات المتحدة، بالقول إن «خطر مثل هذا البلد الذي يمتلك أسلحة نووية... مصدر قلق بالغ للسلام والأمن العالميين». وقال إن «المواقف العدائية» لبعض الدول قد تجبر بلداً مثل إيران على القيام بأنشطة نووية سراً «وتضعها تحت الأرض».
إلا أنه رغم التصعيد السياسي، لا يبدو أن الولايات المتحدة في وارد تصعيد ميداني، ولو عرضياً، إذ أفاد موقع صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن الإدارة الأميركية تدرس إقامة خط عسكري ساخن مباشر مع إيران خشية وقوع سوء تفاهم يقود إلى خلاف في مياه الخليج. وأضاف الموقع نقلاً عن مسؤولين أميركيين، رفضوا الكشف عن هوياتهم، قولهم إن الولايات المتحدة قلقة، خصوصاً من مجموعة من القوارب السريعة التابعة على الأرجح للحرس الثوري الإيراني، والقادرة على المناورة والتي يمكن تجهيزها بالصواريخ، وغالباً ما تتحدى سفناً حربية أميركية أو حليفة عند مرورها في مياه الخليج.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولي الدفاع متحمّسون، أقلّه للبدء بتوسيع نطاق الاتصالات بين القطع البحرية وإيران لتفادي أي أخطاء، إلا أنهم لا يزالون متردّدين إزاء إقامة اتصال مباشر مع الحرس الثوري، نظراً إلى علاقاته الوثيقة مع المقاومة في لبنان وفلسطين.
وفي سياق آخر، قال قائد سلاح البر الإيراني الجنرال أحمد رضا بوردستان، في تصريحات نشرت أمس، إن القوات الإيرانية على وشك القضاء على مقاتلي حزب الحياة الحرة في كردستان (بيجاك) وإحلال الأمن الكامل على الحدود خلال أيام، مؤكداً أنه لا يمكن «اعتبار بيجاك تهديداً بعد اليوم».
على صعيد آخر، أعرب وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي، في تصريح إلى وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أمس، عن أمله بأن يتخذ المسؤولون الروس نهجاً يؤدي إلى تسليم طهران منظومة الدفاع الجوي الصاروخية من نوع أس 300 التي كانت إيران قد اشترتها من موسكو، في وقت اختبرت فيه طهران بنجاح نوعاً من الرادارات قادر على اعتراض صواريخ كروز.
وفي تعليقه على موافقة الحكومة التركية على نشر منظومة الدرع الصاروخية الأميركية فوق أراضيها، رأى وحيدي «أن القرار التركي لا يخدم مصالح شعوب المنطقة»، وأنه يهدّد السياده الوطنية وينسف الثقة القائمة بين الدول.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)