تراجع معارك سرت وبني وليد... واسكتلندا تبحث عن متّهمين جدد في قضيّة لوكربي

لا تزال المعارك على جبهتي بني وليد وسرت دائرة، غير أن حدّتها تراجعت، ما سمح بتقدم الحديث عن تكلفة الحرب على الدول الغربية، ولا سيما بريطانيا، في وقت عادت فيه قضية لوكربي إلى الواجهة مع بدء البحث عن متهمين آخرين
مع تراجع وتيرة المعارك على خطوط التماس في معقلَي العقيد معمر القذافي: بني وليد وسرت، نشطت التقارير الصحافية عن ليبيا أمس بخصوص تكلفة التدخل البريطاني في هذا البلد، فيما لا تزال قضية لوكربي ناشطة قضائياً، رغم مرور عقود عليها.
وأفادت دراسة جديدة، نشرتها صحيفة «الغارديان»، بأن التكلفة الحقيقية لتدخل بريطانيا في نزاع ليبيا يمكن أن تصل إلى 1.75 مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل نحو 2.7 مليار دولار. وقالت الدراسة إن الرقم يفوق بسبع مرات تقريباً تقديرات الحكومة البريطانية، وأشارت إلى أنها أعطت صورة مضللة عن تكاليف دعم العمليات العسكرية في ليبيا، التي دخلت شهرها السابع.
وقال معدّ الدراسة الخبير في شؤون الدفاع، رئيس تحرير مجلة «تحليل الدفاع»، فرانسيس توسا، «لجأت إلى التقليل من تقدير الحسابات بدلاً من المبالغة لتجنب إثارة أي شكوك، ولم أشمل تكاليف المهمات الجوية التي نفذها سلاح الجو الملكي البريطاني فوق ليبيا في الأسبوعين الماضيين، والتي من شأنها أن ترفع تكاليف الحملة كثيراً».
وكانت وزارة الدفاع البريطانية قد كشفت هذا الشهر أن طائراتها المقاتلة نفّذت أكثر من 1600 مهمة فوق ليبيا، أي ما يعادل نحو خمس غارات مقاتلات منظمة حلف شمالي الأطلسي، ودمّرت 900 هدف.
من جهة ثانية، دفن مقاتلون تابعون للمجلس الوطني الانتقالي في غدامس، أمس، القتلى الذين سقطوا في معارك مع قوات موالية للقذافي، في وقت يسود فيه الهدوء في المدينة التي تبعد نحو 600 كيلومتر جنوبي غربي طرابلس. وقال نائب رئيس المجلس المحلي في غدامس، سراج الدين موفق، إن «الجبهة هادئة اليوم (أمس) بعدما دحرنا الأعداء، إلا أن هناك معلومات غير مؤكدة بأن المهاجمين يحشدون قواتهم خارج غدامس لمهاجمتها من جديد».
إلى ذلك، أجرى ممثلو ادعاء اسكتلنديون اتصالات مع المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا، وطلبوا المساعدة في تعقب معلومات قد تؤدي إلى متهمين آخرين في قضية تفجير طائرة كانت متوجهة إلى الولايات المتحدة فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية عام 1988. وقالت متحدثة باسم الادعاء الاسكتلندي «طلبنا من المجلس الوطني الانتقالي الليبي على وجه الخصوص إبلاغ مكتب الادعاء بأي دلائل وثائقية وشهود يمكن أن يساعدوا في التحقيقات الجارية».
وأدين الليبي عبد الباسط المقرحي في التفجير الذي قتل فيه 270 شخصاً، وسجن قبل أن يطلق سراحه لاعتبارات إنسانية عام 2009. وقال الادعاء إن المحكمة التي أدانته قبلت بأنه لم يتصرف على نحو فردي. وتابعت المتحدثة «لا يزال التحقيق في قضية لوكربي مفتوحاً في ما يتعلق بضلوع آخرين مع السيد المقرحي في قتل 270 شخصاً». وكان وزير العدل الليبي الأسبق مصطفى عبد الجليل، والذي يتولى حالياً منصب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، قد قال في آذار إن لديه دليلاً على تورط القذافي في تفجير الطائرة التابعة لشركة بان أميركان فوق لوكربي.
في غضون ذلك، كشف مصدر جزائري مطلع أن ثمانية من أفراد عائلة القذافي، كانوا قد دخلوا الجزائر في 29 آب الماضي، غادروا مساء السبت الماضي من مطار هواري بومدين الدولي في العاصمة الجزائرية باتجاه العاصمة المصرية القاهرة. ورجّح المصدر في تصريح لصحيفة «الخبر» الجزائرية أن تكون عائشة القذافي بينهم. اقتصادياً، أعلنت الشركة الإيطالية النفطية العملاقة «ايني» أنها استأنفت إنتاجها النفطي في ليبيا في حقل أبو الطفل الذي يبعد 300 كيلومتر جنوبي بنغازي. وبالتعاون مع الشركة الوطنية الليبية، استأنفت ايني العمل في 15 بئراً في الحقل يبلغ إنتاجها حالياً 31 ألفا و900 برميل يومياً.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)



قال المتحدث باسم الزعيم الليبي المخلوع، معمر القذافي (الصورة)، موسى إبراهيم، إن القذافي وأسرته لم يستغلوا ثروة ليبيا النفطية وإنهم كانوا من أفقر المواطنين. وأضاف إبراهيم، متحدثاً لوكالة رويترز عبر الهاتف من مكان مجهول، إنه «لم يتمكن أحد من إثبات أن القذافي وأسرته يمتلكون أصولاً أو حسابات». وكشفت المغنية نيللي فرتادو أنها حصلت على مليون دولار مقابل الغناء لمدة 45 دقيقة في حفل خاص لأفراد أسرة القذافي في إيطاليا. وقالت سويسرا في أيار إنها وجدت 360 مليون فرنك سويسري (415.8 مليون دولار أميركي) من أصول غير قانونية محتملة ذات صلة بالقذافي ودائرته مخبأة في سويسرا. وذكرت صحف بريطانية أن سيف الإسلام القذافي يمتلك منزلاً في لندن قيمته 19 مليون دولار أميركي.
(رويترز)