قد يصبّ اهتمام مجلس الأمن قريباً على الملف اليمني، مع تعثُّر المفاوضات التي خاضها ممثل الأمم المتحدة جمال بن عمر الذي غادر صنعاء خائباً بعد أسبوعين
تنقّل الحدث اليمني، أمس، ما بين دفن جثة القيادي في «القاعدة» أنور العولقي، واستمرار الحرب المفتوحة في الجنوب مع التنظيم الإسلامي، بموازاة تعثُّر جديد للحل السياسي الجاري العمل عليه منذ أسبوعين برعاية الأمم المتحدة، بحيث أصبح ممكناً أن يصدر مجلس الأمن الدولي قريباً مشروع قرار يتعلق باليمن.
وقد تجدّدت جرائم القوات التابعة للرئيس علي عبد الله صالح بحق شعبه، إذ أدى سقوط قذائف الهاون إلى مقتل اثنين وإصابة ستة في صنعاء أمس، في تجدد للقتال بين القوات الموالية للرئيس والعناصر المنحازين إلى صفوف الثوار المناهضين لحكمه. وقال طبيب إن الضحايا جميعهم من المدنيين أصابتهم قذيفة هاون سقطت في سوق بحي تتصارع على السيطرة عليه القوات الحكومية وقوات موالية للواء علي محسن المنشق عن حليفه السابق الرئيس صالح. كذلك تجدد خروج عشرات آلاف المحتجين إلى الشوارع بعد ظهر أمس للفت الانتباه إلى مطالبهم بإسقاط النظام، عشية تقرير من المتوقع أن يعرضه مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم المعارضة اليمنية محمد الصبري إن الحوار مع النظام «توقف ولا يوجد أي شكل للحوار بعدما أهدر صالح كل الفرص، ما أدى إلى رحيل مبعوث الأمم المتحدة بعدما أمضى أسبوعين في البلاد في محاولة للتوسط في اتفاق. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن بن عمر قوله قبل مغادرة اليمن إنّ «لصبر اليمنيين حدوداً وتقع على عاتق جميع القادة اليمنيين مسؤولية كسر هذا الجمود ووضع اليمن على الطريق نحو الانتقال السلمي والإصلاح والتعافي».
وكان دبلوماسيون في الأمم المتحدة قد أشاروا إلى وجود مشروع قرار دولي قد يطرح على وجه السرعة في مجلس الأمن إذا خلص تقرير بن عمر إلى أن مفاوضاته في صنعاء قد وصلت إلى طريق مسدود. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: «نعكف الآن على مضمون مشروع قرار»، موضحاً أنه «ليس من المتوقع أن تعترض الصين وروسيا على مشروع القرار». وفي السياق، اتهمت قوات صالح، رجال قبائل مسلحين معارضين باغتيال ضابط برتبة لواء وهو في طريقه إلى قاعدة عسكرية في منطقة نهم الجبلية حيث كان من المقرر أن يتولى القيادة خلفاً للواء سبق أن قُتل في معركة مع مقاتلين قبليين الأسبوع الماضي. غير أن وزارة الدفاع نفت النبأ في وقت لاحق.
في غضون ذلك، دُفنت أمس، أشلاء رجل الدين الأميركي المولد، اليمني الأصل، أنور العولقي، المرتبط بتنظيم «القاعدة» مطلع الأسبوع الجاري بالقرب من المكان الذي اغتالته فيه القوات الأميركية مع عدد من رفاقه في هجوم بطائرة بلا طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بحسب أحد أفراد عائلته. وقال قريب العولقي إن والد «العقل الإلكتروني» لـ«القاعدة» وصل إلى محافظة الجوف الشمالية، قادماً من صنعاء يوم السبت، وتعرف إلى خنجر ابنه الذي كان ملقى بين أشلاء جثته التي دفنت في مكان قريب.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)