تعهد رئيس الحكومة الصيني ون جياباو ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس في بكين، بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون بين البلدين، اللذين خاضا معركة حقيقية في مجلس الأمن باستخدامهما قرار حق النقض «الفيتو» ضد قرار يدين سوريا.وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» أن ون وبوتين ترأسا أمس في العاصمة الاجتماع الدوري الـ16 لرئيسي وزراء البلدين. وقال رئيس الوزراء الصيني ان «الحكومة الصينية تنوي العمل حثيثاً مع الجانب الروسي لبناء شراكة إستراتيجية شاملة تقوم على المساواة والثقة المتبادلة والازدهار المشترك بين الصين وروسيا». وتعهد بزيادة التعاون البراغماتي في مختلف المناطق، وتعزيز التنسيق الاستراتيجي بنحو شامل من أجل تحفيز التنمية في البلدين، وتقديم مساهمات للسلام العالمي والاستقرار والتنمية.
من جهته، أشاد بوتين بالمستوى العالي الذي وصل إليه التعاون السياسي والتبادلات الثقافية بين البلدين، مشيراً إلى أن البلدين يسعيان إلى حلول للمشاكل التي تحصل عرضاً بينهما.
وبدأ بوتين أمس بزيارة للصين تستمر يومين، وذلك بدعوة من نظيره الصيني الذي أجرى له مراسم استقبال رسمية. وسيلتقي الرئيس الصيني هو جين تاو ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وو بانغ قوه مع بوتين خلال الزيارة.
وقبل زيارته الصين، قال بوتين إن الدولتين «تتمتعان بشراكة فريدة» وإنه يعتقد أن اللقاءات مع القادة الصينيين ستشهد تحقيق «تنمية إيجابية» في العلاقات الثنائية.
ومن المقرر أن يلتقي نائب رئيس الوزراء الروسي إيغور سيتشين مع نظيره الصيني وانغ تشي شان، وسيتبادلان الآراء حول التعاون الصيني ـــــ الروسي في مجال الطاقة.
وعلى هامش زيارة بوتين لبكين، قال مسؤولون صينيون وروس رفيعو المستوى إن البلدين سيعملان معاً لتعميق التعاون في مجال الثقافة والعلوم الانسانية خلال العقد المقبل. وأشادت مستشارة الدولة الصينية ليو يان دونغ، خلال الاجتماع الـ12 للجنة الصينية ـــــ الروسية للتعاون في مجال العلوم الانسانية، بالدور الايجابي الذي لعبه التعاون الثقافي والأدبي في تعميق الصداقة بين البلدين وشعبيهما.
وتصادف هذا العام الذكرى العاشرة للمعاهدة الصينية ـــــ الروسية لحسن الجوار والصداقة والتعاون، وفقاً لليو، التي اشارت الى أن البلدين قد حصدا ثماراً غنية في علاقتهما الثنائية. وقالت انه خلال زيارة الرئيس الصيني لروسيا في شهر حزيران الماضي، وضع زعيما البلدين خطة استراتيجية لتنمية العلاقات الثنائية في العقد المقبل.
من جهتها، علّقت وكالة شينخوا على زيارة رئيس الوزراء الروسي للصين، بأنها بمثابة علامة على مواصلة التعاون الصيني ـــــ الروسي المتعمق، ومن المؤكد أنها ستساعد في بناء عالم أكثر توازناً.
وكان السفير الصيني لدى روسيا لي هوى، قد ذكر أن البلدين يجمعهما نطاق واسع من المصالح المشتركة في دفع إصلاح النظام المالي الدولي قُدماً من خلال زيادة تمثيل الدول النامية. وقال «من هنا فإن شراكة الجانبين لا تصب في مصلحتهما فقط، بل تخدم بدورها مصلحة العالم ايضاً».
(يو بي آي، شينخوا)