رحبت المواقف الدولية بمقتل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في مدينة سرت، أمس، فيما ركّزت معظم التعليقات على ضرورة انتقال ليبيا نحو الديموقراطية. وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن مقتل الزعيم الليبي يمثّل «نهاية فصل طويل ومؤلم» بالنسبة الى الليبيين، داعياً السلطات الليبية الجديدة الى بناء بلد «ديموقراطي» و«متسامح».وقال أوباما في مداخلة مقتضبة في البيت الابيض «اليوم، اعلنت حكومة ليبيا مقتل معمر القذافي. هذا الامر يمثّل نهاية فصل طويل ومؤلم بالنسبة الى الليبيين الذين امامهم فرصة لتحديد مصيرهم بأنفسهم في ليبيا جديدة وديموقراطية». وأضاف أوباما أن مهمة اميركا مع حلف شمالي الأطلسي في ليبيا «تنتهي قريباً». أما الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، فقال «آمل أن يعمّ السلام ليبيا وأن يتوصل كل من يحكمون الدولة (الليبية) ومختلف ممثلي القبائل الليبية الى اتفاق نهائي بشأن ترتيب الحكم، وأن تكون ليبيا دولة ديموقراطية حديثة».
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن هذا الأمر «انتقال تاريخي وديموقراطي بالنسبة الى ليبيا». لكنه استدرك أن «الطريق بالنسبة الى ليبيا وشعبها سيكون صعباً وحافلاً بالتحديات».
وقال رئيس مجلس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، هرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية، مانويل باروزو، في بيان مشترك، إن «أنباء مقتل معمر القذافي تمثل نهاية لعهد الشمولية والقمع الذي عاناه الشعب الليبي لفترة طويلة جداً».
أما باريس فجاء موقفها على لسان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي قال في بيان «تحرير سرت يجب أن يشير الى بداية عملية تحظى بموافقة المجلس الوطني الانتقالي لإقامة نظام ديموقراطي يكون فيه لكل الجماعات في البلاد مكانها ويضمن الحريات الأساسية». وأضاف إن هذا هو وقت «المصالحة والوحدة والحرية».
ورأى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن عملية الاطلسي في ليبيا ستنتهي ما ان يعلن المجلس الوطني الانتقالي تحرير الاراضي الليبية كلها.
بدوره، رأى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في بيان صدر في داوننغ ستريت أن «هذا اليوم هو يوم لتذكّر جميع ضحايا القذافي، من الذين قُتلوا في حادث تفجير طائرة لوكربي، إلى الشرطية إيفون فليتشر التي توفيت في أحد شوارع لندن، وجميع ضحايا الهجمات الإرهابية للجيش الجمهوري الإيرلندي بمتفجرات سيمتكس البلاستيكية الليبية».
وقال رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلوسكوني، إن الحرب في ليبيا «قد انتهت» بعد إعلان مقتل العقيد القذافي. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أكي) عن برلوسكوني قوله في تصريحات على هامش اجتماع مع نواب كتلة حزبه البرلمانية باللغة اللاتينية «وهكذا يمرّ مجد هذا العالم». وفي برلين، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بيان «هذا ينهي حرباً دموية شنها القذافي على شعبه. الطريق الآن ممهد لبداية سياسية جديدة وبسلام. ألمانيا تشعر بارتياح وسعادة غامرة بهذا الشأن».
أما الاتحاد الافريقي فأعلن من ناحيته انه رفع تجميده لعضوية ليبيا.
واضاف في بيان انه قرر «التصريح للسلطات الحالية في ليبيا بشغل مقعد ليبيا في الاتحاد الافريقي وهيئاته». وأملت حكومة جنوب افريقيا أن يؤدي هذا الأمر الى وقف الاعمال العسكرية وعودة السلام الى ليبيا. وفي واشنطن، قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي، جون ماكين، إن موت معمر القذافي يؤذن بنهاية «المرحلة الأولى» من الثورة الليبية، داعياً إلى علاقات أوثق بين واشنطن وطرابلس.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)