فيما بدا أن القوى العالمية تحرز تقدماً في تضييق الخلافات بينها حول البرنامج النووي الإيراني، تعتزم دول عربية واسرائيل حضور جولة نادرة من المحادثات في الأسبوع المقبل لبحث جهود إخلاء العالم من السلاح النوويلم يتبين بعد ما إذا كانت طهران ستشارك في اجتماع تستضيفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يومي 21 و22 تشرين الجاري في فيينا، حيث تبدأ أعمال الاجتماعات الخاصة بحكام وكالة الطاقة اليوم وتستمر حتى يوم غد، لدراسة تقرير يتهم إيران بالعمل على عسكرة برنامجها النووي، صدر عن المدير العام للوكالة يوكيا أمانو الأسبوع الماضي.
أما المؤتمر الذي يعقد الأسبوع المقبل في العاصمة النمساوية حول إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، ويجمع دولاً عربية واسرائيل حول طاولة واحدة، فقد وصفه دبلوماسي غربي، بقوله «إنها فرصة جيدة للجميع ونادرة، للاجتماع والتفاهم لكني لا أعتقد أنه سيحقق نتيجة ملموسة».
وستركز مباحثات الأسبوع المقبل، بإشراف يوكيا، على تجارب عالمية في إقامة مناطق خالية من السلاح النووي بما في ذلك افريقيا وأميركا اللاتينية وصلة ذلك بالشرق الأوسط. ووجهت دعوة لجميع الدول الأعضاء في الوكالة، وعددها 151، إلى المشاركة في المحادثات التي سيرأسها الدبلوماسي النرويجي يان بيترسن.
وقال دبلوماسيون إن اسرائيل والدول العربية قبلت الدعوة، لكن إيران لم ترد بعد. وكانت طهران قد أعلنت في أيلول الماضي أنها لا ترى مبرراً لمثل هذا الاجتماع الآن ووجهت انتقاداً لاذعاً لإسرائيل.
في هذا الوقت، ذكر دبلوماسيون أن مسؤولين من الدول الست الكبرى، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، يجرون مفاوضات مكثفة لصياغة قرار بشأن إيران يصدر عن اجتماع لمجلس محافظي الوكالة المقرر اليوم وغداً. لكنهم قالوا إنه لا يزال من غير المؤكد أن تتمكن الدول الست من الموافقة على قرار يكون جاهزاً في الوقت الملائم خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 عضواً، في ظل الانقسامات المستمرة بين الدول الغربية من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى.
لكن دبلوماسياً في فيينا قال أمس «أنا قطعاً أكثر تفاؤلاً مما كنت أمس. يجري إحراز تقدم»، فيما رأى دبلوماسي غربي آخر أن هناك «أكثر من مجرد فرصة متساوية» للتوصل إلى اتفاق. وقال دبلوماسي غربي إن من المتوقع أن يكشف الاجتماع عن مخاوف إزاء النشاط النووي الإيراني ويدعو طهران إلى الرد على المسائل التي أثيرت في تقرير الوكالة الأخير.
إلى ذلك، اعلن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أمس انه «قررنا ارسال رد تفصيلي على تقرير يوكيا»، مضيفاً أن الرد سيوزع على كل الدول والمؤسسات الدولية المعنية. وأكد أن الرسالة ستحمل توقيع رئيس البرنامج النووي الايراني فريدون عباسي، وأن ايران «تجري اتصالات بالوكالة للحؤول دون تدهور الوضع».
(أ ف ب، رويترز)