حذّر أمس «حلف شمال الاطلسي» القوات الشعبية في إقليم دونباس من السيطرة على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا، محمّلاً موسكو «المسؤولية الخاصة» عن «إعادة السلام» إلى البلاد. ويأتي التحذير هذا فيما يجري الحلف في شرق وجنوب أوروبا مناورات لسلاح الجو والمظليين، هي الأكبر منذ انتهاء الحرب الباردة.
وكان الجيش الأميركي قد أعلن يوم الأول من أمس أنه سيجري تدريبات جوية ضخمة في أوروبا، تستمر 4 أسابيع، يشارك فيها أكثر من 1000 مظلي من دول «الأطلسي». وقالت القيادة الأميركية المتمركزة في «غرافنفور»، جنوب ألمانيا، إن المناورات التي سيجري في ألمانيا وبلغاريا ورومانيا وإيطاليا «تشكل أهم تدريب للقوات المحمولة جواً للحلفاء في القارة منذ انتهاء الحرب الباردة». وسيشارك أكثر من 4800 جندي من11 بلداً في الحلف، في المناورات التي انطلقت يوم السبت الماضي، والتي ستستمر حتى 13 أيلول المقبل، لتبلغ ذروتها يوم 26 آب الجاري، عند تنفيذ عمليتَي إنزال لقوات مظلية في ميدانَي «هوهنفلس» في ألمانيا، و«نوفو سيلو» في بلغاريا، حيث ستشمل كل عملية إنزال أكثر من 1000 عسكري وعربات قتالية، وفقاً لوكالة «تاس» الروسية.
وبحسب بيان صادر عن الجيش الأميركي، فإن جنوداً من بلغاريا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبولندا والبرتغال وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة سيشاركون في المناورات التي تحمل اسم «الرد السريع 15»، وذلك بهدف «إظهار قدرة الحلف على الانتشار بسرعة والعمل دعماً للحفاظ على أوروبا قوية وآمنة»؛ وذلك بينما لا يكل «الأطلسي» من تخويف الجمهوريات السوفياتية السابقة بأنها مهددة من قبل روسيا، متهماً الأخيرة بالتسبب بالصراع الدائر في شرق أوكرانيا. وعلى الرغم من إبرام اتفاقية هدنة في شباط الماضي، تتصاعد الأعمال القتالية في إقليم دونباس بين الجيش الأوكراني المدعوم من ميليشيات النازيين الجدد، ووحدات الدفاع الشعبي في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلنتا انفصالهما عن كييف، إثر استفتاء شعبي. وقد قُتل نحو 6800 شخص في 16 شهراً في خضم هذه الحرب.

(الأخبار، أ ف ب)