انتقدت ايران بشدة أمس تبني مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قراراً يعبر عن «القلق المتزايد» تجاه النشاط النووي الإيراني، وسط دعوات من موسكو وبكين إلى استئناف الحوار مع ايران وتحذير اميركي من عواقب توجيه ضربة عسكريةتبنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، قراراً يعبر عن «القلق المتزايد» تجاه النشاط النووي الإيراني، فيما انتقد مندوب ايران لدى الوكالة، علي أصغر سلطانية بشدة القرار، مجدداً تمسك بلاده بأنشطتها النووية. ودعا القرار، الذي تبنته روسيا والصين واعترضت عليه دولتا الاكوادور وكوبا فيما امتنعت اندونيسا عن التصويت، الى تكثيف الحوار بين ايران والوكالة وتنفيذ ايران التزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي. ولا يحيل القرار ملف البرنامج النووي الايراني الى مجلس الأمن الدولي، أو يحدد موعداً لاستجابة ايران إلى دعوته.
وفي أول رد فعل ايراني على التقرير، اشار سلطانية إلى أن القرار لن يؤدي إلاّ لزيادة تصميم طهران على المضي قدماً في أنشطتها النووية. ولفت إلى أن الجمهورية الاسلامية لن توقف تخصيب اليورانيوم حتى لـ«ثانية»، موضحاً أن بلاده لن تتراجع في النزاع مع القوى الكبرى. كما أكد أن «البعثة المقترحة لوكالة الطاقة الذرية لا يمكنها التوجه الآن الى إيران»، معلناً كذلك انسحاب ايران من المشاركة في المحادثات التي تستضيفها الوكالة الأسبوع المقبل بشأن الجهود الرامية إلى عالم خال من الأسلحة النووية.
وكان سلطانية قد استبق انعقاد اجتماع مجلس محافظي الطاقة بالتأكيد أمام مجلس المحافظين أن ايران تعتبر تقرير الوكالة «غير مهني وغير متوازن وغير قانوني ومسيس»، لافتاً إلى أن «أي قرارات على أساس هذا التقرير، ليست ملزمة قانوناً، وبالتالي فهي غير قابلة للتطبيق». كذلك وزع نص بيان وجهه ليوكيا، واتهم فيه الوكالة بعرض التقرير أولاً على الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، وتسريب محتوياته لوسائل إعلام غربية قبل إصداره يوم 8 تشرين الثاني، معتبراً أن الخطوة تشكل «انتهاكاً واضحاً لقواعد العاملين (في الوكالة)».
وأضاف سلطانية «تحتفظ حكومتي بحقوقها المشروعة، في طلب تعويضات أو أموال أو غيرهما من الوكالة الدولية للطاقة الذرية نظير أي إصابات قد تلحق بأشخاص أو أضرار قد تصيب الممتلكات في بلدي بسبب تقاريركم غير المبررة، وغير المنصفة وذات الدوافع السياسية والقرارات التي قد تتخذ استناداً إلى مثل هذه التقارير».
من جهته، نفى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجوردي، أمس أن تكون بلاده تسعى للحصول على قنبلة نووية، مؤكداً أن إيران تدعم شرق أوسط خالياً من الأسلحة النووية، بالتزامن مع نفي وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية المزاعم عن مساعدة ايران في برنامجها النووي، معتبرةً أن مثل هذه الشائعات ليست سوى «هراء».
الاّ أن التصريحات الايرانية لا يبدو أنها تحمل أي صدقية من وجهة نظر الولايات المتحدة الأميركية، بعدما قال البيت الابيض إن قرار الوكالة الذرية بشأن إيران يكشف مزاعم طهران بأن برنامجها النووي سلمي تماماً «جوفاء»، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على ايران، بما في ذلك العقوبات الأحادية والمشتركة مع الحلفاء. كذلك اتهم المندوب الأميركي لدى الوكالة، جلين ديفيز، إيران «بتوسع استفزازي» في أنشطة نووية حساسة، معبراً عن قلق بلاده من أن بعض المواد النووية قد تكون استخدمت في أبحاث تطوير يشتبه في أنها تتصل بالأسلحة، وذلك بالتزامن مع تجديد وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، تحذيره من عواقب توجيه ضربة عسكرية لايران.
وفي ظل ادراك القوى الغربية لمخاطر توجيه اي ضربة عسكرية لايران، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي أليكسي بورودافكين عن أمل بلاده باستئناف المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 حول البرنامج النووي الإيراني قريباً، فيما جددت الصين الدعوة إلى ضرورة حل المسألة النووية الإيرانية عبر الحوار والتعاون.
إلى ذلك، اضافت سويسرا 116 اسماً الى قائمتها الخاصة بالافراد والكيانات الايرانية الخاضعة للعقوبات التي تفرضها سويسرا على ايران، والتي تتضمن حظر تحويلات مالية معينة ومنع الشركات السويسرية من بيع او توصيل ما يسمى بالسلع ذات الاستخدام المزدوج التي قد تستخدم ايضاً لاغراض عسكرية.
(أ ب، رويترز)