بينما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، موقف تل أبيب الاعتيادي بأن الخيار العسكري ضد إيران لا يزال على الطاولة، برز تطور ميداني أمس تمثّل بإسقاط القوات الإيرانية طائرة استطلاع أميركية من دون طيار في شرق البلاد. وقال مصدر رسمي إن «القوات الإيرانية أسقطت طائرة تجسس أميركية من دون طيار من نوع آر.كيه ـــــ 170 في شرق إيران». وأكد المصدر لوكالة «فارس» الإيرانية أن رد إيران على انتهاك الطائرة الأميركية، لن يكون فقط داخل حدودها، مؤكداً أنه «جرى الاستيلاء على الطائرة بأقل ضرر».
وفي تطورات قضية اقتحام السفارة البريطانية في طهران والعلاقات بين إيران والمملكة المتحدة، قال دبلوماسي فرنسي إن بلاده ستتخذ «إجراءً وقائياً» بإجلاء بعض الفرنسيين من إيران، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يشمل قسماً من الموظفين الدبلوماسيين، وكذلك عائلات كل الموظفين الرسميين الفرنسيين العاملين في طهران «في الأيام المقبلة»، مؤكداً أنه لا يشمل في المقابل أفراد الجالية الفرنسية الذين يبلغ عددهم نحو 700 شخص.
وفي موقف لافت، انتقد المرجع الديني آية الله العظمى، ناصر مكارم الشيرازي، هجوم عناصر ميليشيا «الباسيج» على السفارة البريطانية، مشيراً إلى أن الهجوم لم يكن بموافقة المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي، وقد يكلف البلاد «ثمناً غالياً».
وفي السياق، أعلن قائد الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدّم، أن القوى الأمنية اعتقلت 12 شخصاً من الذين اقتحموا السفارة البريطانية ومجمعاً آخر تابعاً لها في الجزء الشمالي من العاصمة الإيرانية الثلاثاء الماضي.
من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية الإيراني المكلف الشؤون القنصلية حسن قشقاوي في تصريحات لقناة «جام اي جام» الإيرانية الخاصة، أن مستقبل العلاقات مع لندن «غامض»، موضحاً أن بلاده أنشأت «لجنة» مكلفة تقديم دعم من الخارج للإيرانيين المقيمين في بريطانيا والبالغ عددهم ما بين 200 ألف و300 ألف إيراني قد يتضررون بفعل إغلاق السفارة الإيرانية.
في هذه الأثناء، عاد الدبلوماسيون الإيرانيون الذين طُردوا من بريطانيا الأسبوع الماضي، واستقبلهم أنصارهم في مطار الإمام الخميني بالورود وهتافات «تسقط بريطانيا».
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف تركي بن محمد بن سعود، في بداية مؤتمر «الخليج والعالم» الذي عقد في الرياض أن «إيران تتصرف على نحو يشير إلى عدم اهتمامها بمبادئ الاحترام المتبادل مع دول مجلس التعاون الخليجي». وأضاف أن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول الخليجية ما زالت مستمرة، مشيراً إلى أنها ماضية في برنامجها النووي وتجاهل مطالبات العالم ومخاوفه المشروعة من سعيها إلى تطوير هذا السلاح الفتاك»، مؤكداً أن «ذلك يخلق تهديداً جدياً للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي».
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إن تل أبيب مصرة على منع حصول إيران على سلاح نووي، ملوّحاً بأن جميع الخيارات موضوعة على الطاولة. وقال باراك للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أول من أمس إنه «لا خلاف في العالم على أنه ينبغي استنفاد الطرق الدبلوماسية والعقوبات، ونحن مصرّون على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وجميع الخيارات موضوعة على الطاولة» في إشارة إلى الخيار العسكري.
وأردف باراك بأن «إسرائيل مسؤولة عن أمنها ومستقبلها ووجودها، ولا يمكنها تحرير نفسها من اتخاذ القرارات كدولة سيادية».
لكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» أفادت بأن غضباً شديداً يسود الإدارة الأميركية بعد أن أبلغتها إسرائيل بأنها ترفض التعهد بإخطار الولايات المتحدة إن قررت شن هجوم عسكري على إيران.
إلا أن الصحيفة نقلت عن مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى في الحكومة الإسرائيلية قولهم إنه «إذا وصلنا إلى الخيار العسكري ضد إيران، فمن الأفضل أن ينفذه الأميركيون». وأشاروا إلى أن إسرائيل لا تملك قدرة لشن هجوم على إيران على غرار الهجوم الأميركي على العراق الذي دام 40 يوماً متواصلاً من الجو، وجرى خلاله تدمير البنى التحتية العراقية.
بدورها، حثت زعيمة حزب «كاديما» الإسرائيلي المعارض، تسيبي ليفني، وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، خلال منتدى إسرائيلي أميركي في واشنطن، على زيادة العقوبات على إيران «من دون إرجاء»، حسبما جاء في بيان أصدره «كاديما».
في المقابل، حذّر رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني أرسلان فتحي بور، من أنه «إذا بدأت الولايات المتحدة ودول أوروبية في فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز في بلادنا، فسيرتفع السعر العالمي لبرميل النفط إلى 250 دولاراً في الأسواق».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)