لا تزال الانتخابات النيابية تشغل الروس، وسط دعوات إلى مزيد من التظاهر رفضاً لـ«سرقة إرادة الناخب الروسي»، في وقت سجل فيه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين اسمه رسمياً مرشحاً للانتخابات الرئاسية العام المقبل. وردّ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين على الانتكاسة الانتخابية والاحتجاجات التي عمّت موسكو بتقديم وعود بإجراء تعديل في الحكومة العام المقبل. وطالب، في خطاب أمام أعضاء حزبه (روسيا الموحدة)، الحكومة بعمل المزيد لاحترام مطالب الشعب بالتحديث. ورأى أن تراجع التأييد لحزب «روسيا الموحدة» طبيعي بعد السنوات الطويلة من وجوده في الحكم. بدوره، حذّر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف القوى الأجنبية من التدخل في الشؤون الداخلية لروسيا، ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن الرئيس الروسي قوله، في لقاء مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية الروسية فلاديمير تشوروف، إن لجنة مراقبة الانتخابات ليس من شأنها أن تتدخل في نظامنا الانتخابي، مضيفاً «قريباً سيقولون لنا كيف نكتب دستورنا». وأعطى تعليماته إلى لجنة الانتخابات المركزية بالتحقيق في الاتهامات بوقوع انتهاكات تحدثت عنها المعارضة.
بدورها، تعهدت المعارضة الروسية، أمس، بتنظيم تظاهرات جديدة بعدما طعنت في نتائج الانتخابات، رغم اعتقال المئات في حملة نفذتها الشرطة على احتجاجات شهدتها موسكو. وقالت مجموعة تطلق على نفسها «من أجل انتخابات صادقة»، على صفحتها على فايسبوك، إن تظاهرة جديدة ستقام في وسط موسكو بعد ظهر السبت. وقالت مجموعة أخرى على الإنترنت، سمّت نفسها «ضد حزب الأفّاقين واللصوص»، إن احتجاجات ستجري يومياً من الآن فصاعداً للدفاع عن حقوقنا، بعد أن سرقت السلطات الانتخابات من أيدي الشعب.
من جهتها، أعلنت الشرطة الروسية أنها لا تزال تحتجز 300 ناشط شاركوا في تظاهرة الاثنين الماضي في موسكو، احتجاجاً على ما اعتبروه تزويراً للانتخابات. وأوضح مصدر في الشرطة لوكالة «الأنباء الروسية» أن سبب الاحتجاز «هو أنهم لا يحملون أيّ أوراق ثبوتية، ومن حق الشرطة إحتجازهم لمدة 48 ساعة». ومن بين المحتجزين أحد قادة حركة (سوليدارنوست) المعارضة إيليا ياشين، والمدوّن المعروف في روسيا ألكسي نافالني، اللذين قال المصدر إنهما «حثّا المتظاهرين على مقاومة عناصر الشرطة».
في المقابل، دعا رئيس الاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف السلطات الروسية إلى الاعتراف بعمليات التزوير والاحتيال التي حصلت، وإعلان بطلان الانتخابات، وأن تبادر إلى تنظيم انتخابات جديدة.
من جهة أخرى، ردّ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما قسطنطين كوساتشوف على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالقول إن روسيا «تحذر من أن ردّها سيكون شديداً إذا ما تلت تصريحات كلينتون خطوات أخرى». وأكد أن الانتقادات الأميركية للانتخابات غير مقبولة، وحثّ الأميركيين على الامتناع عن مثل هذه «الهجمات العدائية» في المستقبل.
وكانت كلينتون قد لمّحت إلى أن الانتخابات الروسية لم تكن حرة ولا نزيهة، وللمرة الثانية تحدثت كلينتون، في كلمة لها أمام اجتماع أمني أوروبي، عن «بواعث قلق خطيرة» بشأن الانتخابات.
كذلك أشارت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون إلى أنها تشعر بقلق جدّي من انحياز وسائل الإعلام والتحرش بمراقبين مستقلين أثناء الانتخابات البرلمانية.
من جهته، توقع السيناتور الأميركي، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأميركية، جون ماكاين، وصول رياح «الربيع العربي» إلى روسيا، ما استدعى رداً لاذعاً من رئيس مجلس الدوما الروسي بوريس غريزلوف الذي وصفه بأنه «مجنون».
وكتب ماكين على حسابه على موقع التدوين المصغّر (تويتر) «عزيزي فلاديمير (بوتين)، الربيع العربي قادم إلى حي بجوارك»، مرفقاً ذلك برابط لمقالة نشرتها «وول ستريت جورنال» تتحدث عن تراجع التأييد لحزب السلطة الذي يرأسه بوتين، وعن حصول تزوير في الانتخابات الأخيرة.
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)