تراجعت طهران أمس عن تهديداتها لتركيا على خلفية موافقة الأخيرة على استقبال منظومة الدرع الصاروخية الأميركية على أراضيها، كما نفت ادّعاءات بشأن تدريبات للحرس الثوري على إغلاق مضيق هرمز الذي ينقل عبره 40 في المئة من إنتاج النفط العالمي، في وقت أكد فيه وزير النفط الإيراني أن السعودية لن تعمد إلى زيادة إنتاج النفط في حال فرض عقوبات على النفط الإيراني. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أمس عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قوله للوكالة «نرفض رفضاً تاماً هذه الآراء»، مضيفاً أنه جرى إصدار تحذيرات للمسؤولين الذين أطلقوا تلك التصريحات غير المسؤولة.
وقال صالحي إن «الموقف الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية بشأن تركيا يقوم على الأخوّة والصداقة العميقة»، مضيفاً أن المرشد الأعلى لإيران (علي خامنئي) والرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) ووزير الخارجية وحدهم من يحق لهم إبداء الموقف الرسمي الإيراني بشأن القضايا الدولية والسياسة الخارجية.
وكان قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الايراني أمير علي حاجي زاده قد هدّد في تشرين الثاني الماضي بأن طهران ستستهدف الدرع الصاروخية الأطلسية في إقليم مالاطيا في جنوب تركيا المجاورة إذا هُدّدت عسكرياً.
كذلك أعلن عضو مجلس الشورى الإيراني النائب حسين إبراهيمي، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إيران لديها «الحق» في ضرب الدرع الصاروخية. في هذا الوقت، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، أن «الجمهورية الإسلامية كررت أكثر من مرة أن إغلاق مضيق هرمز ليس على جدول أعمالها، لأنها تؤمن بأن الاستقرار والهدوء أمران لا غنى عنهما لتمكين دول المنطقة من التقدم على طريق التنمية».
وقدّم مهمانبرست هذا الإيضاح بعد تردد شائعات عن تدريب عسكري إيراني على إغلاق مضيق هرمز رفعت أسعار النفط في السوق العالمية، وخاصة في نيويورك، حيث أغلق برميل الخام الأميركي الخفيف (سويت لايت كرود) على أكثر من مئة دولار بارتفاع يزيد على 2 في المئة.
ويمر معظم الإنتاج النفطي للسعودية ودول الخليج النفطية وإيران عبر مضيق هرمز الذي يفصل الخليج عن المحيط الهندي.
وفي السياق، قال وزير النفط الإيراني، رستم قاسمي، إن السعودية لن تسعى إلى تعويض النفط الإيراني في حال فرض عقوبات نفطية على إيران. وقال قاسمي للصحافيين، قبيل اجتماع أوبك في فيينا، «أجرينا مناقشة كاملة معه أمس، ورفض السيد النعيمي (وزير البترول السعودي) تعويض الخام الإيراني إذا واجهت إيران عقوبات نفطية»، مضيفاً «لدينا روابط طيبة جداً وعلاقة وثيقة مع السعودية».
من جهة ثانية، حذر وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، الذي زار السعودية أخيراً، من التهديدات الإيرانية بنسف الاستقرار في الخليج، مشيراً الى أن بلاده تؤمن بأن الوضع في المنطقة «خطير للغاية». وقال الوزير البريطاني، في حديث مع صحيفة «الرياض»، نشرته أمس، «إن تكثيف الأنشطة الإيرانية النووية تحت الأرض يضفي كثيراً من الغموض بشأن حقيقتها».
في المقابل، أعلن القائد في الحرس الثوري الإيراني، العميد الركن غلام رضا جلالي، في سياق الحديث عن المواقع النووية، أنه «إذا تطلب الأمر فسننقل مراكزنا لتخصيب اليورانيوم الى أماكن أكثر أمناً».
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا، أن اليابان تعير اهتماماً كبيراً لكيفية تطبيق العقوبات على إيران، مؤكداً أن الحكومة اليابانية ستبحث بحذر عن الطريقة الأمثل للتعامل مع إيران بعد أن تأخذ في الاعتبار الأمور الاقتصادية والدبلوماسية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)