بعد 18 عاماً من التفاوض، قبلت منظمة التجارة العالمية أخيراً ضم روسيا إليها، على أن تدخل المعاهدة إلى حيز التنفيذ بعد تصديق البرلمان الروسي عليها، وبذلك تكون المنظمة الرأسمالية قد غطت 97 في المئة من حركة التجارة الدولية. وأعطى وزراء تجارة الدول الأعضاء في المنظمة التي تضم 153 عضواً الموافقة الثانية والنهائية لانضمام روسيا. وسيكون أمام البرلمان الروسي حتى 15حزيران 2012 للتصديق على المعاهدة وإدخالها حيز التنفيذ. غير أن كبير مفاوضي موسكو في شأن الانضمام إلى المنظمة، ماكسيم مدفيدكوف، قال في وقت سابق إنه يتوقع التصديق على معاهدة الانضمام «في مطلع العام المقبل».
ورأى المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، باسكال لامي، الانضمام أنه «لحظة تاريخية بالنسبة إلى الاتحاد الروسي ولمنظومتنا الدولية المتقيدة بقواعد، بعد ماراثون استمر 18 عاماً». وأضاف: «ما يتعين أن نعرفه عن الماراثونات هو أن الميل الأخير يكون الأسوأ والأصعب، لكن أحب اللحظات هي مع اجتياز خط النهاية، وهو ما فعلناه اليوم».
ووصف لامي انضمام روسيا بأنه يحمل منفعة للطرفين: لروسيا ولمنظمة التجارة، قائلاً إن الانضمام يمنح روسيا «علامة الجودة للمنظمة التجارية الدولية»، وبانضمام موسكو ستكون المنظمة «قد غطت 97 في المئة من تجارة العالم». وأضاف: «بتنا قاب قوسين أو أدنى من التغطية الشاملة للتجارة العالمية».
من جهته، وجه الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف رسالة شكر لبلدان المنظمة، قال فيها إن انضمام روسيا إليها حدث «سيعود بالنفع على روسيا وعلى شركائها في المستقبل». ورأى أن انضمام بلاده إلى المنظمة يجري في فترة «حاسمة بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي؛ إذ يتعين علينا مواصلة تحرير الاقتصاد استناداً إلى منظومة من القواعد الواضحة والموحدة». وأكد أنه «يتعين تطوير نظام اقتصادي عادل وفاعل وتعزيز الهيئات المتعددة الأطراف»، وأن بلاده مستعدة «للإسهام ما أمكنها في هذا المسعى».
كذلك، أشارت وزيرة التنمية الاقتصادية والتجارة الروسية، إلفيرا نابيولينا، إلى الاضطرابات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وقالت إن موسكو مستعدة لمواجهة مخاطر فرض البلدان إجراءات حمائية. وأضافت: «الظروف التي يمر بها الاقتصاد العالمي ليست هي الأفضل، ويلوح شبح الحمائية في الأفق، غير أننا بانضمامنا إلى منظمة التجارة نكون مستعدين لمواجهة تلك المخاطر بفاعلية».
وكانت روسيا قد تقدّمت بطلب للانضمام إلى المنظمة في عام 1993، غير أن المحادثات بشأن انضمامها طالت كما أدت الحرب القصيرة الأجل التي خاضتها في جورجيا في 2008 إلى تأخير الطلب الروسي.
ومقابل هذا الانضمام، وافقت موسكو على خفض سقف تعريفاتها من متوسط 10 في المئة لعام 2011 بالنسبة إلى كافة المنتجات إلى نسبة 7,8 في المئة. وخُفض سقف متوسط التعريفات للمنتجات الزراعية إلى 10,8 في المئة من مستواه الحالي البالغ 13,2 في المئة، بينما انخفضت النسبة على السلع المصنعة من 9,5 في المئة الى 7,3 في المئة.
ورغم الأمطار والرياح الشديدة خارج قاعة الاجتماع الوزاري للمنظمة، شوهد ستة متظاهرين رافعين لافتات احتجاج كُتب عليها: «منظمة التجارة، الروس يحتجون!». وفي تلك الأثناء، أشارت الولايات المتحدة إلى بند ضمن قواعد المنظمة، لتقول إنها لن تتمكن من معاملة روسيا معاملة متكافئة كغيرها من بلدان منظمة التجارة العالمية، ما لم تحصل على موافقة بذلك من الكونغرس.