عاشت كوريا الشمالية، أمس، في عزلة كاملة بعد يوم من إعلانها وفاة زعيمها كيم يونغ إيل إثر إصابته بأزمة قلبية، فيما كان هذا الحدث موضوع محادثات بين وزراء خارجية الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الذين اتفقوا على ضرورة تعزيز الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.وزار كيم يونغ أون، الابن الأصغر للزعيم الراحل و«الوريث الكبير»، المتحف الذي يضمّ تابوتاً زجاجياً يضم الجثمان المحنّط للزعيم الأول كيم إيل تسونغ، حيث سُجّي والده. وألقى أون نظرة على جثمان والده المسجّى في نعش زجاجي في العاصمة وقد أحيط بورود «كيمغونغيليا» الحمراء.

وفي إطار الترويج للزعيم الجديد، أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بأنه «في مقدمة ثورتنا يقف الرفيق كيم يونغ أون، الخليفة العظيم للثورة والزعيم البارز للحزب والجيش والشعب». وأعلنت بيونغ يانغ أنها لا تريد أن تحضر شخصيات أجنبية الجنازة الرسمية يوم 28 كانون الأول، فيما أعلنت الحداد 13 يوماً في كافة أنحاء البلاد.
وقدمت كوريا الجنوبية، أمس، تعازيها للشعب الكوري الشمالي برحيل زعيمه، رغم العلاقات المتوترة بين البلدين. وأكد وزير الوحدة، ريو وو إيك، أن «الحكومة قررت عدم إرسال وفد للتعزية على المستوى الحكومي إلى الشمال». ولمّحت كوريا الجنوبية، التي وضعت قواتها أول من أمس في حالة إنذار، إلى أنها قد تحجم عن مشروع إضاءة شجرة ضخمة لمناسبة عيد الميلاد قرب الحدود مع كوريا الشمالية، والتي عارضها النظام الشيوعي بشدة، ورأى فيها «حرباً نفسية».
في هذه الأثناء، أعلن مسؤول عسكري كوري جنوبي، أمس، أن وحدات من الجيش الكوري الشمالي قطعت تدريبها الشتوي وعادت إلى ثكنها في الساعات التي أعقبت الإعلان عن وفاة كيم، موضحاً أن الجيش الكوري الشمالي رفع مستوى تأهّبه.
إلى ذلك، أعلن ناشطون كوريون شماليون منشقون متمركزون في كوريا الجنوبية أنهم سيرسلون إلى كوريا الشمالية بالونات مع عشرات آلاف المنشورات تنتقد أسرة كيم الحاكمة، كما قال أحد زعمائهم بارك سانغ هاك لوكالة «فرانس برس».
وفي بكين، توجّه الرئيس الصيني هو جينتاو، أمس، إلى سفارة كوريا الشمالية ليقدم تعازيه شخصياً بوفاة كيم، فيما أعلنت الحكومة الكوبية حداداً رسمياً لمدة ثلاثة أيام، حسبما جاء في بيان بثّه التلفزيون الكوبي.
كذلك بعث وزیر الخارجیة الإيراني علي أكبر صالحي برقیة تعزیة إلی نظیره الكوري الشمالي باك أویي تشون.
وفي سيول، استدعى الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك، أمس وزيري الشؤون الخارجية والأمن لتبادل الآراء بشأن التأثير الناجم عن وفاة الزعيم الستاليني.
وعلى الصعيد السياسي، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي أجرى محادثتين هاتفيتين منفصلتين مع نظيريه الأميركية هيلاري كلينتون والكوري الجنوبي كيم سونغ هوان.
وقال يانغ إن الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية يخدم المصالح المشتركة لجميع الأطراف، والصين مستعدة للعمل معهم لتحقيق هذه الغاية.
وإذ اتفق المسؤولون على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، قال كيم وكلينتون إن دولتيهما ستحافظان على الاتصال المكثف، والتنسيق مع الصين بهذا الخصوص.
وكان البيت الأبيض قد أفاد في بيان بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا، في اتصال هاتفي، التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها في أعقاب وفاة الزعيم الكوري الشمالي، وأنه عبّر أيضاً عن «الأهمية التي يوليها للحفاظ على استقرار شبه الجزيرة الكورية والمنطقة».
بدوره، قال وزير الخارجية الياباني كويتشيرو غيمبا، عقب اجتماعه مع كلينتون في العاصمة الأميركية، إن واشنطن وطوكيو وسيول اتفقت جميعاً على ضرورة الحفاظ على الاستقرار، وجدد دعوة بيونغ يانغ لاتخاذ «إجراء ملموس» لإبداء اهتمامها بنزع الأسلحة النووية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)