أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال مارتين دمبسي، لشبكة «سي. أن. أن» الأميركية، أن الولايات المتحدة تُعدّ لإمكان شنّ هجوم على إيران، معرباً عن تخوفه من أن «تقدير إيران الخاطئ» لحقيقة التصميم الأميركي على منعها من تطوير برامجها النووية، «سيقود إلى مواجهة تسبب كارثة للمنطقة والعالم». وفي محاولة للتناغم مع سياسة التهويل التي تعتمدها إسرائيل في مواجهة إيران، كرر دمبسي الإشارة إلى أنه لا ضمانة لأن تقوم إسرائيل بإبلاغ الولايات المتحدة مسبقاً إن قررت شنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، رغم أنه أضاف قائلاً إن واشنطن تسعى إلى طمأنة الإسرائيليين إلى أنها تتفهم مخاوفهم وتتعاون لمعالجة القضية. بدوره، برز تغيير وزير الدفاع الأميركي ليؤون بانيتا لهجته تجاه إيران؛ إذ بعدما كان قد وجه رسالة حازمة إلى إسرائيل حذر فيها من أي عملية محتملة ضد إيران، عاد وأكد في مقابلة مع برنامج التحقيقات الأميركي «60 دقيقة» أن الولايات المتحدة ترى امتلاك إيران سلاحاً نووياً خطاً أحمر، «وستقوم بكل خطوة ممكنة لمنعها من ذلك»، في موقف قالت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه محاولة تماهي مع الموقف الإسرائيلي المعلن، وتحديداً بعد كلام مشابه للرئيس الأميركي باراك أوباما قبل عدة أيام بأن واشنطن «ستواصل الضغط على إيران ولن نزيل أي خيار عن الطاولة».
بموازاة ذلك، حاول البنتاغون عبر الناطق باسمه، التقليل من أهمية ما قاله بانيتا عن أن إيران قادرة على إنتاج قنبلة نووية خلال عام واحد أو أقل، بالقول إن كلامه كان «افتراضياً ولم يستند إلى معلومات استخبارية».
ووصف مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأميركيين هانز كريستنسن توقعات بانيتا بأنها غير مرجحة، وأضاف أن إيران ستحتاج إلى مزيد من الوقت لتخصيب اليورانيوم الذي تملكه، مؤكداً أنها تحتاج إلى سنوات إذا قررت تصنيع سلاح.
في سياق متصل، كشفت صحيفة «معاريف» أن إسرائيل طلبت من دول الخليج التي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها، زيادة إنتاج النفط بهدف التمكن من تجنب تداعيات فرض حظر النفط على صناعة النفط الإيرانية والبنك المركزي، لجهة ارتفاع أسعار النفط في العالم. وأضافت أن الولايات المتحدة تعمل على إقناع عدد من الدول، بما فيها السعودية والكويت لزيادة وتيرة إنتاج النفط، إضافة إلى جهود أخرى إزاء ليبيا والعراق.
وانسجاماً مع وتيرة المواقف الأميركية، التي أتت تلبية لمطلب إسرائيلي ملحّ، أكد وزير الدفاع إيهود باراك أن «الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل بحزم في كل ما يتعلق بأمنها أكثر من أي وقت مضى»، مضيفاً أن ثمة تفاهماً عميقاً مع واشنطن تجاه الصورة الاستخبارية في الموضوع الإيراني، وأيضاً في ما يتعلق بمبدأ أنه «ينبغي فعل كل شيء لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي»، مشيراً إلى أنه «ما زال الآن وقت الدبلوماسية، لكن سنرى ما سيكون لاحقاً».
هذا وحذَّر رئيس الموساد السابق مئير دغان، من أن الضجيج المثار حول البرنامج النووي الإيراني قد يدفع إيران إلى الاندفاع بسرعة لامتلاك سلاح نووي، ما سيؤدي إلى وضع معقد في الشرق الأوسط. وأعرب عن تأييده لإبقاء خيار مهاجمة إيران على الطاولة، لكن من غير الملائم استخدامه كأداة أولى.
من جهة أخرى، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، إلى أن مسؤولين كباراً فيها قد يزورون إيران لإجراء محادثات، في أول رد فعل على تصريح سفير إيران لدى الوكالة، علي أصغر سلطانية، الذي أكد فيه أن طهران جددت دعوتها إلى فريق رفيع المستوى تابع للوكالة لزيارتها واستعداد بلاده لمناقشة المخاوف دولية وإزالة «الغموض» بشأن نشاطاتها الذرية. واقتصر رد المتحدثة باسم الوكالة، جيل تودور، على أن الزيارة ممكنة من دون تقديم أي تفاصيل أخرى.
إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة الإيرانی مجيد نامجو أن محطة بوشهر النووية ستعمل بكامل طاقتها خلال الشهرين أو الثلاثة المقبلة ليصل مجمل انتاجها إلی 1000 ميغاواط من الطاقة الكهروذرية.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)