نقلت مصادر في فصائل المقاومة العراقيّة أن الفصائل عمدت منذ منتصف الشهر الماضي، تحسّباً من أي ضربة أميركيّة «مجنونة»، إلى إخلاء مقارّها «ذات الطابع الحسّاس». هذا الحديث يرتبط بمناخات المقربين من «قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش»، بقيادة الولايات المتحدة الأميركيّة، الذين ينقلون عن قيادات عسكريّة أميركيّة أن «ضربة تلوح في الأفق لفصائل المقاومة». وسبق أن أوردت «الأخبار»، عن مصادر أمنيّة عراقيّة، وأخرى على تماس مباشر مع «التحالف»، أن «قوات الاحتلال اتخذت قراراً بضرب مقار القوّة الصاروخيّة التابعة لمنظمة بدر (بزعامة هادي العامري) وعصائب أهل الحق (بزعامة قيس الخزعلي) وحركة النجباء (بزعامة أكرم الكعبي) وكتائب حزب الله ــــ العراق»، مشيرة إلى أن عدد الأهداف «بلغ عشرة على الأقل، موزّعة على المحافظات الشرقيّة والوسطى، في حين أن بعض القيادات العراقيّة أُطلعت على الموعد الأوّلي للضربات».
بلغ عديد القوات المخلاة شمالاً وغرباً 950 جندياً، معظمهم أوروبيون

بالتوازي مع ذلك، نشرت وكالة «فرانس برس» أمس خبراً عن مباشرة الاحتلال الأميركي نشر منظومة «باتريوت» للدفاع الجوي في العراق، دون أن تؤكّد حيازة واشنطن «موافقة» بغداد للشروع في خطوتها، فيما تؤكّد مصادر حكوميّة، تحدّثت إلى «الأخبار»، أن حكومة الرئيس المستقيل، عادل عبد المهدي، رفضت الطلب الأميركي، لأنه «يناقض» أي حديث عن جدولة انسحاب القوات العسكرية الأجنبية من البلاد، ومن شأنه أن يعقّد المشهد أكثر. ووصلت إحدى بطاريات «باتريوت» إلى قاعدة «عين الأسد» (غرب العراق) الأسبوع الماضي، بوصفها أكبر القواعد للولايات المتحدة في العراق، ونقطة لـ«إعادة التموضع». وتشير المعلومات إلى أن عديد «التحالف» الذي أخلي من القواعد والمعسكرات غرب البلاد وشمالها بلغ 950 جنديّاً، جلّهم من البلدان الأوروبية، كما أن واشنطن تعمل على «تجميع» قواتها في «عين الأسد» و«أربيل» (إقليم كردستان)، في وقت ترجّح فيه مصادر أمنيّة رفيعة أن تكون هذه الخطوة مقدمة لانسحاب جزء كبير من القوات. كذلك، نقلت «فرانس برس» عن مسؤول أميركيّ أن «بطارية أخرى وصلت إلى قاعدة أربيل، في حين لا تزال بطاريتان أخريان في الكويت بانتظار نقلهما إلى العراق»، وأوردت الوكالة عن مصدر عسكريّ مطّلع أن «مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى أشاروا خلال اجتماع مع قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكنزي، في شباط (فبراير) الماضي، إلى أن واشنطن يمكن أن تمنح بغداد غطاء سياسياً بخفض عديدها مع نشر الصواريخ الدفاعية».