واجه المجتمع اللبناني أزمات كثيرة في تاريخه. مرّ بحروب أهلية عدّة واجتياحات إسرائيلية ووصاية سورية. تعرّض لضغوط مختلفة، واختبر الإفلاسات المصرفية، ولا سيّما بنك إنترا، في الستينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وعانى من انهيار سعر صرف الليرة وموجات التضخّم المنفلت بين عامي 1982و1992، وعانى أيضاً من تراكم العجوزات المالية والجارية والمديونية الباهظة... اليوم، يواجه هذا المجتمع أزمة أخرى تُضاف إلى أزماته، ويشعر الناس بالقلق ويعبّرون عن التشاؤم وفقدان الثقة بإمكانية تجاوزها كما تجاوزوا الأزمات السابقة، ما يطرح سؤالاً عريضاً وعاماً: هل الأزمة الراهنة هي الأكبر والأصعب؟ هل هي الأسوأ؟ وهل هناك مخرج منها؟ استطلعت «الأخبار» أربعة اقتصاديين كبار، عاصروا بعض أزمات الماضي، وكانوا في مواقع المسؤولية، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، هم: جورج قرم (وزير المال بين عامي 1998 و2000)، حسين كنعان (نائب حاكم مصرف لبنان بين عامي 1985 و1990)، غسان العيّاش (نائب حاكم مصرف لبنان بين عامي 1990 و1993)، وزياد الحافظ (خبير في البنك الدولي في الثمانينيات)