ذكاء اصطناعي أم سلوك ذكيّ؟

الكلّ مبهور بالنسخة المعروضة مما أُطلق عليه «الذكاء الاصطناعي». فمن اللافت أنه بإمكان برنامج على جهاز الكمبيوتر، أن يقوم بسلّة واسعة من الوظائف التي تتطلب مهارات وخبرات عالية. في الهندسة بإمكانه أن يدرس المساحات بدقّة متناهية، وأن يقدّم حلولاً ويرسمها على خرائط جاهزة للتنفيذ خلال بضع دقائق. بإمكان أن يخلق برامجَ معلوماتية مصمّمة لمهام بالغة الصعوبة في دقائق أيضاً. بإمكانه أن يكتب المقالات الصحافية، الرسائل، تصحيح العبارات، أن يكون رساماً كاريكاتورياً... فلتسألوه كما تريدون، وهو سيقدّم الإجابات والحلول والمنتجات، سريعاً. إذاً، لا مانع من تسميته «ذكاء اصطناعياً». وهو بالشكل الذي نراه نتعامل معه الآن، مجرّد صيغة أولية من هذا «الذكاء» ما زالت قيد التعلّم. لكنّ الإشكالية الحقيقية، إن كان بالفعل «ذكاء»، أم أنه شيء آخر. هل هو قادر على التعلّم؟ التفكير؟ الإبداع؟ هل هو بشر يتبنّى نهجاً ومدرسة فكرية يُنسب إليها كل المعرفة التي اكتسبها؟ ما هي كلفته؟ من يستغلّه ويستفيد منه؟ أليس هو يتعلّم من الممارسة، وهو الآن يقدّم الخدمات التي يطلبها البشر منه في سياق أبحاثهم وتهكّمهم ونكاتهم وجديتهم وكل أفكارهم العاقلة والمجنونة؟ إذاً، ما الغاية من وجوده، بالنسبة إلى صانعيه؟ هل سيكون بالإمكان استفادتهم من كل أفكار وأسئلة وبيانات الذي يتفاعلون معه؟ لا يمكن إلا الشكّ بأن هدف صانعيه هو الربح مع أكلاف لبنائه تصل إلى مليارات الدولارات. ثمّة الكثير مما يمكن قوله بشأن سلوك هذا البرنامج ومن يقف وراءه وغايته، إنما بمعزل عن ذلك سيتم تقديم ثلاثة مقالات عن ChatGPT أحدها كتبها بنفسه وجرى تحريرها صحافياً، وهي جاءت رداً على مجموعة أسئلة تتعلق بالأزمة في لبنان. الثاني هو نقد للنسخة المعروضة ومدى كونها قادرة على إنتاج المعرفة، بينما الثالث يشرح تقنياً قدرات هذا البرنامج أو النموذج أو «الذكاء» وما يمكن ارتقابه منه

الأزمة المالية في لبنان من منظور ChatGPT

جرى توجيه مجموعة أسئلة إلى ـChatGPT عن الأزمة في لبنان وقد جاءت إجاباته مقتضبة وسريعة ومعبّرة. ولأسباب تحريرية، أعيد تحرير النص بشكل يلائم النشر بلا تكرار إنما مع الحفاظ على مضمونها الفعلي

ChatGPT نموذج متحيّز يكرّر المعرفة ولا ينتجها

في مقال «الأزمة المالية في لبنان» أجاب ChatGPT على مجموعة متنوعة من الأسئلة، شارحاً ماهية الأزمة وتأثيرها على القطاع المصرفي، ثم حدّد المسؤوليات، مقترحاً الحلول بمجموعة نقاط على شكل «وصفة سحرية». فهل...

حسن دياب

«تشات جي بي تي»: استثمار مليارات الدولارات في آلة «لاواعية»... بعد

«تشات جي بي تي»: استثمار مليارات الدولارات في آلة «لاواعية»... بعد

«انتهى عصر البشر. ألم تحذّرنا أفلام الخيال العلمي؟ انظروا كيف أطاح «سكاينت» العالم في غضون لحظات؟ انتهى الأمر. الذكاء الاصطناعي تسلّم زمام الأمور...» هذه بعض من التعليقات التي رُصدت خلال الأسابيع...

علي عواد