تسعون عاماً مرت على ولادة الروائي المغربي ادريس الشرايبي (١٩٢٦ ـــــ ٢٠٠٧). لم يكن صاحب «الرجل الذي أتى من الماضي» أحد الآباء المؤسسين للأدب المغاربي المكتوب بالفرنسية فحسب، بل امتاز عن اقرانه أيضاً بنبرة فكاهية لطالما افتقد إليها الأدب المغاربي المغرق في الجدية، كونه خرج من معطف حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار. من «الماضي البسيط»، باكورته الروائية التي صدرت عام ١٩٥٤، الى سلسلة روايات «المفتش علي» (١٩٨١ - ٢٠٠٤)، سخر الشرايبي من كل شيء: من الظلم الكولونيالي الى تسلط الأنظمة الوطنية التي قامت بعد جلاء الاستعمار، وصولاً الى فساد النخب الثقافية التي كان يسمّيها بـ «الحشرات المتثاقفة»!