* كان يكتبُ رسائلَ إلى نفسه التي لميعُد يراها إلا لماماً، هناك في الأعالي
حيث تبركُ الأحجارُ كأشخاصٍ جمدوا
في المكان، كأنما كانوا بانتظار الرسالة.
يكتبها، فيما تمرقُ الغيومُ تحته، أو تبركُ
قليلاً، حتى تخطرَ الصورةُ في خيالهِ
ها همُ الأقوامُ هناكَ، يكفي أن تتركها
تسيحُ حتى يكفّوا عن الصيرورة ويرتاحوا
لكنهُ كان يكتبها منذ أيامٍ، أوراقهُ بيضاء
يهدرُ الصمتُ على صفحاتها، كم تاهَ هنا،
كم توّهَ الأهواءَ، أيامُهُ ابتعلت ترابَها
لساعاتٍ، والرُّقى جميعها لم تَفِدْ، كانَ
يرى الأسى من بعيدٍ مُخيِّماً بانتظاره،
بابُ بيتهِ مشرعاً، تراقصهُ الريحُ، فيما
هو يسيرُ ببطء، ملبياً الدعوةَ يومها،
تاركاً كيسَ أحلامهِ على الأحجار.
خالد المعالي
(شاعر عراقي)



* لسنواتٍ استغنيتُ عن حياتي المنزلية
من أجل أفكارٍ وآمال فشلتْ
عشتُ في سراديب وكهوف
في النهايةِ خرجتُ من نفقٍ
ورأيتُ بروليتاريا المدينةِ في سبات عميق.
صلاح فائق
(شاعر عراقي)



انظر إلى السماء..
إنها خلفكَ تماماً..
قد وضعت الظلامَ تحت إبطيها..
وغيّرت مجرى الحديث نحوك..
كلهم صامتون..
يدكَ بين الكتب القديمة..
الأنبياء بنجومهم المضلّلة..
مقاعد الحدائق الهشّة..
وبحّة أسوارها في عروق الريحان..
وحدها الراهبة هيلينا...
تدقُّ أجراس الكنائس...
على وقع ِأقدام صبيةٍ أفريقية..
تأكلُ الشوكولا بعين ٍدامعة...
تناديكَ بمنديلها الكستنائي..
لستُ أحبكَ...
وفي حدقتيَّ..
تنامُ زهوركَ أيها الغريب...
مها بكر
(شاعرة سورية)



منذ الصباح الباكر
يخذلني بصري
لا السحب سحب
ولا الأشجار أشجار
أحدّق مليّاً في يدي
عاشور الطويبي
(شاعر ليبي)