سعاد عبد الخبير باحثة وفنانة وناشطة، حصلت على شهادة الدكتوراه في علم الإنسان الثقافي في «جامعة برنستن» وتعمل حالياً أستاذة مساعدة في «جامعة بوردو» Purdue حيث تحاضر في علم الإنسان والدراسات التي تتناول الأميركيين من أصل إفريقي. تصف نفسها بأنها امرأة سوداء لاتينية مولودة لأبوين مسلمين نشأت في حي بروكلين، في مدينة نيويورك.في أبحاثها، تلجأ المؤلفة إلى دراسات أصول الأعراق والثقافات لسبر تقاطعات العرق والدين والثقافة الشعبية.

في كتابها الجديد «الإسلام كُوْل - العرق والدين وفن الهيب هوب في الولايات المتحدة» (Muslim Cool: Race, Religion, and Hip Hop in the United States. new york university press, 2016)، تستكشف سعاد عبد الخبير الأساليب التي يلجأ إليها الشباب المسلم في شيكاغو لتجاوز هوياتهم الدينية والعرقية والثقافية من خلال فن الهيب هوب. تدرس الكيفية التي تتحدى بها الأفكار المتقاطعة حول إسلام السود، مغزى العرق في الولايات المتحدة وتعيد إنتاجه. تقول سعاد عبد الخبير إن دراستها تمثل تحدياً لعرقنة المسلمين بوصفهم غرباء يمثلون تهديداً للولايات المتحدة. وتضيف: «إن الكتاب يتفحص الانعكاسات الثقافية المهمة التي تنشأ عن التقاء السواد (blackness) بالإسلام في القرن الحادي والعشرين. التقاء يؤثر في الكيفية التي يعايش بها المسلمون في الولايات المتحدة هويتهم الدينية ويعبّرون عنها ويمارسونها».
تقول المؤلفة إنها طورت مفهوم «الإسلام كُوْل» من خلال أبحاثها المستفيضة عن أصول الأعراق والثقافات، التي شملت العديد من المسلمين من مختلف الإثنيات، وخصوصاً في شيكاغو وإلنويز. كما أجرت دراسات ميدانية شملت حوارات مع مجموعتين أساسيتين من أفراد الجماعات المسلمة في الأحياء الجنوبية من شيكاغو (تسميهم هي في كتابها: أساتذتي)، من السود أو من المنحدرين من أصول جنوب –آسيوية. ضمت المجموعة الأولى أشخاصاً تراوح أعمارهم بين 18-22 عاماً، من رواد الأنشطة الاجتماعية الفنية. كانوا بمعظمهم مسلمين أميركيين سوداً أو من جنوبي آسيا. كما كانوا كلهم تقريباً مولودين في الولايات المتحدة لعائلات مسلمة. أما أفراد المجموعة الثانية، فكانوا أكبر سناً بقليل، في العشرين وأوائل الثلاثين. أجرت المؤلفة معهم حوارات وانخرطت في أنشطتهم وزارت عائلاتهم وشاركتهم في مناسباتهم في الأحياء الأميركية المسلمة في شيكاغو، حيث يعيش السود والجنوب آسيويون والعرب.
تعتقد سعاد عبد الخبير أن محاوريها ــ لدى إيجادهم صلات قوية مع مفاهيم محددة للسواد ــ تمكنوا من صياغة معنى للهوية المسلمة الأميركية. معنى يمكن اعتباره نقيضاً للأعراف المهيمنة حول البياض، وحول الجماعات الأميركية من أصول عربية وجنوب آسيوية. لكنها تعتبر تلك الصلات تدخلات حيوية وفي الوقت نفسه يمكن تفنيدها: حيوية لأنها تقف في وجه الظاهرة المدمرة المعادية للسواد، ويمكن تفنيدها لأن مسائل العرق والطبقة والجندر والمواطنة تعقِّد علاقات «الإسلام كُوْل» بالهويات والثقافات السوداء. كما تعتبر المؤلفة الأشخاصَ الذين أجرت حوارات معهم منشأَ خطابٍ ونظريةٍ معرفية وظاهرةٍ جمالية وتجسيداً لما تطلق هي عليه «الإسلام كُوْل».
تقول إنها استلهمت تعبير «الإسلام كُوْل» الذي صاغته جينيفر ميتورينا Jennifer Maytorena، وهي صانعة أفلام وثائقية مستقلة، من عنوان أحد أفلام هذه الأخيرة وهو New Muslim Cool. وهذا المفهوم الذي يتشكل عند تقاطع الإسلام مع فن الهيب هوب، أسلوب يستند إلى السواد في أسلوب تبنّي المرء للإسلام، بهدف مواجهة منظومتين متداخلتين من الأعراف العرقية: الأعراف الإثنو- دينية المهيمنة السائدة بين الجماعات المسلمة الأميركية، من عرب وجنوب آسيويين، من جهة، والمعيارية الأميركية البيضاء White، من جهة أخرى.
نشأ هذا المفهوم عن مقاربة منهجية تجديدية تجمع بين أبحاث الأداء الفني وعلم الإنسان. «الإسلام كول» هو أسلوب في التفكير وفي تبنّي المرء للإسلام حيث يواجه التراتبية العرقية في الولايات المتحدة ويعيد تركيبها. يكمن أساس حركة الجذب والدفع هذه، الكائنة في جوهر «الإسلام كُوْل»، في علاقته بفن الهيب هوب.
أما الهيب هوب، فهي موسيقى شعبية شائعة في الولايات المتحدة في أوساط الشباب من أصول إفريقية أو إسبانية، وتتضمن أغنيات الراب rap المدعومة بتأثيرات إلكترونية. يجري التعبير عن الهيب هوب، بوصفه شكلاً فنياً، من خلال منسّقي التسجيلات الموسيقية والرقص على ألحان يؤديها مغن والكتابات الجدارية، وبوصفه شكلاً من الإنتاج المعرفي والثقافي، بدءاً بالأفكار واللغة وانتهاء بعالم تصميم الأزياء وأساليب الحياة، وهو مكمن لكثير من التناقضات. تتباين المدركات الخاصة بموسيقى الهيب هوب وبثقافته تبايناً كبيراً: هناك من يرى فيه أنموذجاً جوهرياً عن ثقافة معبرة عن المقاومة، تتناقلها الجماهير وتعرضت للتسليع. يقول ستيوارت هول Stuart Hall إن فن الهيب هوب يجسِّد ما يدعوه بالطبيعة المتناقضة للثقافة الشعبية السوداء. لكن المؤلفة ترى أن تجذر الهيب هوب في الشتات الإفريقي، لا يعني أن هذا الفن هو فن «أسود» حيث يجري إلغاء كل الأشخاص من أصول لاتينية أو غير سوداء ممن أسهموا على نحو أساس في تطوير هذا الفن.

تفحّص «الانعكاسات الثقافية التي تنشأ عن التقاء السواد بالإسلام في القرن 21»

تتجلى التناقضات والنزاعات بشأن الهيب هوب من خلال الجناس بين المفردتين «الجذور» roots و«الدروب» routs: فالهيب هوب متجذر في الثقافات التعبيرية الخاصة بالشتات الإفريقي، لكنه قطع دروباً أبعدته عن أصوله. تضيف المؤلفة إلى هاتين المفردتين المتجانستين، مفردة «الحلقة» loop، وقد استمدت هذه المفردة من تقنية تكرار عزف قطعة موسيقى مرة تلو الأخرى كإحدى مراحل تأليف قطعة موسيقية جديدة. وفي حين تتباعد الجذور والدروب ليذهب كل منها في مساره، تعاود الحلقة الدوران ولكن لا لتنتهي، بل لتعود كالحرف الزخرفي المتشابك. مفردة «الحلقة» هنا هي استعارة مجازية للتعبير عن الروابط التي تجمع بين الإسلام والهيب هوب والسواد في القرن الحادي والعشرين. روابط أوجدت «الإسلام كُوْل»: فالإسلام، كما يمارَس في أوساط الجماعات الأميركية السوداء، صاغ الهيب هوب الذي صاغ بدوره الشباب المسلمين السود وغير السود الذين يعودون إلى السواد وإلى الإسلام كأسلوب للتفكير وكأسلوب لتبنّي الدين – بصورةِ «الإسلام كُوْل». وعلى غرار الأنموذج الموسيقي المتكرر، المحكوم بالتكرار وبالتنويع، فإن «الإسلام كُوْل» هو موقع للاستمرارية الحاسمة وللتغيير.
تتناول المؤلفة في الكتاب ثلاث أفكار رئيسة مهمة: الفكرة الأولى تُبيّن أن السواد يُعتبر محورياً لتاريخ الإسلام الأميركي وارتباطاته وتشابكاته وتجاربه. وهنا تشرح ما تعنيه بتعبير «السواد» Blackness، فهي تقصد به الإشارة إلى تاريخ وتقاليد وعادات السود، وإلى الأفكار والمعتقدات السائدة حول الأشخاص المنحدرين من أصل إفريقي. وتفسيرها للسواد يتسم بطابع شتاتي ومتعدد الثقافات، وبذلك يتجاوز السواد لون البشرة ليصبح مفهوماً لثقافة ولخطاب. لكن المؤلفة لا تنكر أن السواد يصوغ تجربة الفرد المسلم في الولايات المتحدة وعلاقات المسلم ضمن إثنيته، كما يصوغ شروط انخراط المسلم داخل مجتمع الدولة. الفكرة الثانية تؤكد على مغزى العرق والسواد في الولايات المتحدة حالياً وهي تركز على العلاقات داخل الأقليات لتخرج بسردية حول العرق والعنصرية في الولايات المتحدة تتجاوز ثنائية أبيض-أسود، وحول المغالطة المحيطة بمفهوم ما بعد العنصرية الذي يزعم أن التمييز العنصري، خصوصاً ضد السود، قد انتهى وأن أي حديث عن العرق يُعتبر حديثاً عقيماً لا يخدم مكافحة العنصرية بشيء. تحدد الكاتبة الأساليب التي يجرى بها إشراك العرق، وتحديداً السواد، في العمل على مكافحة العنصرية. بالنسبة للإسلام المطْمَئِن، السواد هو خاصية أساسية في معارضة تفوق البيض، وهو ينشئ علاقات تضامن بين المجموعات المهمشة المنتمية إلى أعراق مختلفة، بهدف تقويض التراتبية العرقية المسيطرة. مع ذلك، وكما تبين القصص الواردة في الكتاب، فإن علاقات التضامن تلك تتشابك مع التناقضات المتأصلة في السواد، بوصفها شيئاً مرغوباً فيه، وفي الوقت نفسه لا يُقدَّر حق قدره.
تضيف المؤلفة أن ارتباط الشباب المسلم، من السود وغير السود، بالسواد يجرى انطلاقاً من أشكال الخطاب الراسخة المعادية للسواد، ومن الاستيعاب الجاري مؤخراً للسواد في سرديات التعدد الثقافي الأميركي والاستثنائية الأميركية. بالتالي، فإن الفكرة الأساسية الثالثة التي تتناولها هي أن أي تحليل للسواد المعاصر ينبغي أن يتناول الأساليب التي يُستغَل بها السواد للوقوف بوجه منطق تفوق البيض، وتواطؤ السواد مع ذلك التفوق.
قسمت الكاتبة مؤلفها إلى مقدمة وخمسة فصول. تنطلق في المقدمة من حوار أجرته مع سيدة تدعى إسبيرانزا وهي أم عزباء في بداية الثلاثين من أصل دومينيكاني، فنانة تعمل في مجال وسائط التواصل المتعددة، ولدت ونشأت في شيكاغو واعتنقت الإسلام. اجتمعت بها المؤلفة في جمعية «إيمان». ارتدت إسبيرانزا غطاء الرأس لأنها شعرت بالارتياح لذلك. روت للمؤلفة كيف أُعجِبت فتاة باكستانية بغطاء الرأس الذي تضعه وسألتها من أين ابتاعته. لم تستطع إخفاء امتعاضها، شعرت بأن حصول الباكستانية على غطاء مماثل هو بمثابة سرقة، لأنها لا تمتلك الكثير. وتساءلت: من أين تنبع الثقافة؟ من المحرومين، ومن هنا نشأ فن الهِيب هوب. الباكستانية ستعود إلى منزلها الفخم وإلى أوانيها الفضية، ولن تعطيها إسبيرانزا غطاء رأسها، فهي تريد أن تمتلك شيئاً ما.
لم تكن الفتاة الباكستانية مجرد متطفلة ثقافية، بل كانت أيضاً ذاتاً إسلاميةً مجندرة ومعرقنة تحاول العثور على هويتها عند تقاطع فن الهِيب هيب والإسلام. المؤلم، كما تقول إسبيرانزا، أن بشرة العديد من الفتيات أمثال الفتاة الباكستانية أغمق لوناً من بشرتها وبشرة أطفالها، لكنهن يحملن ذهنية بيضاء تنتمي للضواحي ويحاولن معرفة نقطة تقاطع الطرق. لن تستطيع إسبيرانزا الهروب من هذا الوضع مهما حاولت، لكنها تشير إلى أن أياً منهن لن تستطيع أيضاً الهروب من الحقائق المعقدة للعرق والهوية وقوة الصراع بمواجهة الهيمنة والتفاوت الاجتماعي. وهذه فكرة مهمة في فهم معنى «الإسلام كُوْل»: التقاء الإسلام وفن الهِيب هوب، تقاطُع مفاهيم تحدّي الكينونة الإسلامية والسواد وإعادة تشكيل الترتيب العرقي في الولايات المتحدة.
تتردد إسبيرانزا، اللاتينية ذات البشرة الفاتحة، في اعتبار نفسها سوداء. مع ذلك، فإن مشاركتها في عروض المسرح التابع لجمعية «إيمان» تعني الكثير لها. والسبب أن الثقافات التعبيرية السوداء، سواء أكانت ناشئة داخل الولايات المتحدة أو في الشتات الإفريقي الأشمل، كانت قد صاغت تجربتها كامرأة لاتينية نشأت على تعاليم الكنيسة الإنجيلية وعلى أنغام الموسيقى الإلكترونية وموسيقى الهِيب هوب.
خصصت الكاتبة الفصل الأول لتعقب حلقة «الإسلام كُوْل»، أي الإسلام كما يمارَس في صفوف الجماعات الأميركية السوداء، وكيف يصوغ هذا الإسلام فن الهِيب هوب الذي يصوغ بدوره شخصية الشباب المسلم في أميركا القرن الحادي والعشرين، الذين يعودون إلى السواد وإلى الإسلام كأسلوب للتفكير.
في الفصل الثاني، تدرس المؤلفة معنى العرق والسواد داخل الجماعات الأميركية المسلمة من خلال سبر المضمون الموسيقي، المشحون غالباً، للإسلام الأميركي. على سبيل المثال، تورد أنّ محاوريها عبّروا عن اعتراضهم على مفهوم تحريم الموسيقى بأن أدرجوا فن الهِيب هوب ضمن إطار شتات إفريقي إسلامي. وعلى المنوال نفسه، تشير أيضاً إلى أن أسلوب تغطية الرأس الذي تصفه في الفصل الثالث، موجود أيضاً خارج الولايات المتحدة. مع ذلك، لا يمكن إنكار أهمية علاقة «الإسلام كُوْل» بالمكان، وتحديداً، بالولايات المتحدة. وعندما تتبنى النساء الأميركيات المسلمات تقليد غطاء الرأس الخاص بالشتات الإفريقي، فإن من الواجب تفسير ذلك مع الأخذ في الاعتبار خصوصيات السواد في الولايات المتحدة. ونجد في الفصل الخامس أنه عندما يسافر فنانو الهِيب هوب الأميركيون المسلمون في رحلات ديبلوماسية ثقافية ترعاها الدولة، فإن السواد هنا يبدو متشابكاً مع علاقته بالإمبراطورية الأميركية.
في الفصلين الثالث والرابع، تستكشف المؤلفة «الإسلام كُوْل» بوصفه تركيباً عرقياً - دينياً للذات يحدث عند التقاطعات المعقدة للعرق والطبقة والجندر والأسلوب. هنا تستشهد بما قاله المؤرخ ويليام جيلاني كوب William Jelani Cobb عن مفهوم كول: «لا يتطلب الأمر كبير جهد لإدراك أن مفهوم «كول» هو صيغة سوداء من فلسفة زن Zen. إذا كانت أميركا قد أنشأت مجتمعها على أساس إبقاء السود في حالة دائمة من الاضطراب، فقد كان «كول». لننظر إلى العناصر الأساس في «كول»: ضبط النفس والأناقة والقدرة على التعبير الرشيق بالجسد».
وعلى غرار فن الهِيب هوب، هناك في «الإسلام كُوْل»، أيضاً، جذور ودروب. هو مرتبط بالمكان ولا ينتمي إلى أي منطقة. كانت الأماكن في شيكاغو والفضاءات التي وفرتها جمعية «إيمان»، وهي جمعية إسلامية غير ربحية، تعمل في شيكاغو وتقدم خدمات وأنشطة ثقافية للأميركيين من أصل إفريقي ومن أصول لاتينية وعربية ومن جنوبي آسيا، كانت مواقع مهمة لها دورها في تكوين «الإسلام كُوْل» بوصفه أسلوباً يتبنى فيه المرء الإسلام في الولايات المتحدة في وقتنا الراهن. لكن تلك الأفكار اتخذت لنفسها مسارات بعيدة كل البعد عن شيكاغو وعن جمعية «إيمان». عبَرَت حركةُ «الإسلام كُوْل»، الموثقة في هذا المؤلف، تخومَ العرق والطبقة والجندر والأمة. وعلى المنوال نفسه، عبَرَت المؤلفة «تلك التخوم المتعددة مسترشدة بـ «الإسلام كُوْل» والنشطاء الذين حاورتهم». جمعية «إيمان» هي المكان الذي تتجلى فيه قوة هويات هؤلاء، المتقاطعة والمتوارية خلف الأعراف العرقية والدينية المهيمنة. تمثِّل الجمعية موقع «الإسلام كُوْل»، إذ إنها تميّز السواد لأنها تعتبره ثقافة مقاومة سياسية وثقافية. تشمل الأنشطة التي تنظمها الجمعية أشخاصاً ينتمون إلى طيف واسع من الخلفيات الاقتصادية - الاجتماعية. بالتالي، تُعتبر التوترات العرقية والطبقية جزءاً من مفهوم «الإسلام كُوْل».
في الفصل الخامس، تنقل المؤلفة النقاش من الديناميكيات البين-عرقية والجندرية إلى ديناميكيات علاقة «الإسلام كُوْل» بالدولة، حيث تتعقب القيود التي يفرضها الانخراط في فنون القرن الحادي والعشرين على تطلعات محاوريها لإنتاج آخرية alterity سوداء راديكالية، بهدف كشْف حدود مقاومة «الإسلام كُوْل» للهيمنة. وتُنهي الكتاب بطرح أفكار حول علاقة هذا المفهوم بالنضال المعاصر ضد مناوءة السود.
لا يتسع المجال هنا للإحاطة بكل الأفكار العميقة التي تناولتها المؤلفة، مثل مناقشة معنى معرفة الذات، وإشكالية تحريم الموسيقى في الإسلام، والطريقة التي ترتدي بها المسلمة السوداء الحجاب، وغير ذلك. أين يكمن مستقبل «الإسلام كُوْل»؟ برأي المؤلفة: مستقبل «الإسلام كُوْل»، والمسلمين في الولايات المتحدة بالمعنى الأشمل، يكمن في الاستثمار في طبيعته الآخرية – القدرة على التخيل والتعبير الفصيح والمشاركة في خيارات بديلة للمقاومة وللرؤية السياسية.