مَن يذكر دعد حداد... التي حملت الزهور الى قبرها؟ | امرأة لا تُشبه إلا نفسها، تنفرد، بين جميع مَنْ عرفتُ من شعراء، بكتابة بريئة من آثار بصمات الآخرين، وأشعار حُرّة باسلة، تتفتّح باستقلالية مطلقة على بياض الورقة، كتويجة ممهورة بالدم، أو شفرة نصل جارحة، تخترق جدار القلب بمهارة، تليق بملاك، أو كنحلة طائشة، تنزلج في الفراغ الكوني غير عابئة بالرحيق المسموم الذي تتجرّعه في محطّاتها الوردية التي غالباً ما يتربّص بين وريقاتها «البريئة» لغم مخادع، أو مخلب متحفّز، أو قرن استشعار جهنّمي لحشرة، تتلذّذ بالإجهاز على آخر نبضة متبقّية في قلب شاعر يغنّي. هي الشاعرة دعد حدّاد.
لو أمكن أن تطرح عليها سؤالاً ما، يتّصل بالمشهد اليومي لحياتنا العابثة، التي يتمّ تخريبها يوماً فيوماً على سطح كوكبنا الخرافي، لأجابتْكَ بكل بساطة: «أنا يائسة من مصير هذا العالم»، ولأمكنكَ، بكل بساطة أيضاً، أن تُدرك المغزى الحقيقي لإجابتها المتبرّمة الاعتباطية، القاطعة، التي تعني غالباً: «أنا امرأة بلا مصير». وهكذا تستقيم الصيغة أكثر لمَنْ يعرف دعد حدّاد؛ لأنها حقّاً امرأة، لا مصير لها.
* شاعر سوري