في متجر الأثاث الكبير، صاحب العلامة التجارية الشهيرة: الاسم بالأصفر على خلفية زرقاء، هي ألوان المنتخب السويدي نفسها لمن يحب كرة القدم ويعرف الرشاقة المستحيلة للسلطان إبراهيم. لو قلت إبراهيموفيتش، لما خطرت في بالي سمكة ركيكة في الخليج، حمراء كالبربون، مفلطحة كالبلطي وبلا طعم تقريباً. في متجر الأثاث هذا، كل ما يحتاجه البيت، من الشمع الهندي المعطر إلى الستائر التي تعمل بالصوت أو الكهرباء.
بإمكانك أن تخزن كل شيء في مساحة صغيرة، أن تحيل أريكة إلى سرير، والسرير إلى طائرة نفاثة. في متجر الأثاث هذا حيث يختلط الخشب الطبيعي بالورق المضغوط، الغابات بالنفايات، مصابيح الإضاءة بالصمغ، الجلد الحراري بالحديد الصلب، الوسادة الحلم بالفتاة الحلم، كنت أفتش عن سرير لشخص وحيد، وحيد جداً ومغرم بالأسرة الكبيرة، وحيد جداً ويرى أن السرير الصغير يشبه النعش أو يشبه القبر. وحيد ولديه أمل صغير ألا يموت وحيداً.
في متجر الأثاث ذو الطوابق الأربعة، وجد سريراً من الحديد المطلي بأبيض شاهق. سرير يشبه سرير جدتي العالي. لم يكن الجديد عالياً بما يكفي، وليس أسود مطعماً بالنحاس، نسخة باهتة من جمال قديم. عدت من هناك محبطاً. لم أجد دولاباً واحداً مناسباً للاختباء أو يشير إلى باب سري يفتح على جيم الجنة أو جيم الجحيم. عدت وفي حقيبتي كتاب مليء بالأثاث الملون والضجيج. أفكر الآن في مرتبة كبيرة على البلاط، في قمصان تتدلى مكوية من السقف، في معطف الكاشمير على أكرة الشباك. نسخة أخرى من شريد أسرف في سرقة التوت أثناء نومه، وحين صحى وجد وحمة بنفسجية كبيرة على شفته السفلي. في الطريق هاتفني صديق، تشعب بيننا الكلام حتى وصل دون قصد إلى مزرعة الثعالب، وكيف نجح العلماء في تحويل ضعيفها إلى كلاب. قلت قبل آلاف السنين نجح الإنسان البدائي في تحويل الذئب الرمادي إلى كلب مطيع. قال: تقصد أن كل شيء قديم؟. قلت: أقصد أن الكلب كان ذئباً لكنه ضل الطريق.
* كاتب مصري