يونيسبو: ماكبث الأزمنة الصناعية

  • 0
  • ض
  • ض

ليست المرة الأولى التي تجد فيها مسرحيات وليم شكسبير (1564 ـــ 1616) طريقها إلى الخيال المعاصر، حتى بعد أربعة قرون على رحيله. لحظات الذروة وحبس الأنفاس لدى الكاتب الإنكليزي دفعت جيمس ثيربر إلى البحث عن ماكبث في إحدى روايات أغاثا كريستي في قصته «لغز جريمة ماكبث». لكن ما بدأه الكاتب الأميركي في ثلاثينيات القرن الماضي، رسّخته دار «هوغارث برس» كتقليد دائم ضمن مبادرة بعنوان «هوغارث شكسبير» عام 2012. وفيها، تدعو دار النشر العريقة روائيين معاصرين إلى إعادة إحياء أشهر مسرحيات شكسبير في روايات خيالية، ووضع شخصياتها وأفكارها الخالدة في مناخات الراهن. البريطاني هوارد جاكوبسون اقتبس روايته عن «تاجر البندقية»، وآخرون استعادوا «الملك لير» و«هاملت». أما التجربة الجديدة، فهي للكاتب النرويجي يو نيسبو (1960)، الذي يدعو ماكبث هذه المرة. لدى أشهر كتّاب الرواية البوليسية فائض من الخيال الإجرامي لنَقل هذه التراجيديا الدموية التي تدور أحداثها في اسكتلندا، إلى مدينة صناعية في سبعينيات القرن الماضي. يثير نيسبو صراع السلطة في مدينة مصابة بالبطالة، لا يتوقّف فيها المطر عن السقوط. قد تبدو كمدينة غلاسكو الاسكتلندية بعض الشيء، إلى أن يأتي الوقت الذي تقفل فيه المصانع أبوابها، وتتوقّف حركة النقل على سكك القطارات. البطل ماكبث هو محقق في فرع الشرطة التي ليست سوى عصابة مسلّحة أخرى. بين الحين والآخر، تُواجِه تاجرَين صينيين يسيطران على سوق المخدّرات بأكمله. يكثّف نيسبو لحظات التشويق الموجودة أصلاً في مسرحية «ماكبث»... هذه السمة التي استفاض الناقد البريطاني توماس دي كوينسي في الكتابة عنها في أشهر مقالة له نشرت عام 1823، وظهّر فيها أيضاً قدرة شكسبير الهائلة على النفاذ إلى الجانب المظلم من العقل البشري؛ أبرزها الجريمة.

  • (أوِن فريمان)

    (أوِن فريمان)

0 تعليق

التعليقات