باب موارب كهذا الليل القديم،
تُمسك بيدك، ثلجاً متمهلاً.

الرماد منذور لمستقبل شيّدته
في ظلّ ما تحذفه من أيامك.

تحذف نفسك أيضاً
من فصول أحببتها بطرق مختلفة.
لا طريق بعد
إلا عبر هذا الباب الموارب،
عبر إقامة في غبار لم يكن يملك أرضا،
لتشيّد عليه قبرا كي ترتاح أيامك المتبقية.

نثر حياة
ليل يقترب على عجل.
لا تتكهن بالنجمة الساطعة.

يتكئ حضورك على غياب،
وكلّ ما تكتبه الآن: نثر هذه الحياة بين ضفتين.
لتكتب ما تبقى من النهر على هذه الصفحة إذاً.
لن يفيض منها سوى ماض ترغب في تركه فوق هذا الثلج المتمهل.

صوت العالم
الفجر، فكرة عن صوت العالم.

لا تنتظر أن تراك هاتان العينان
حاول أن تغلق الستارة
أن تبدو مطمئناً
بين هذه الوجوه الكئيبة.

حاول أن تهرب من نظرتك
أن تتركها فوق السرير
حين ترغب في اجتياز الجانب الآخر من الريح.
هو فجر وسيمضي
كي لا يعود بعدها.
وسيأتي ليل طويل،
قبل أن تتمكن من رفع يديك
لتطرد ظلّك من على الطاولة.

قد تشعر بالبرد.
هم أناس يأتون ليقضوا مضجعك
لا علاقة للأمواج البعيدة بذلك
فقط
لم تعد تسمع الصوت عينه.

صرخة مستعادة
كنتَ تكتب عن المعدن.

لِمَ لم تنظر إلى المطر،
إلى هذا الكفن الذي يمتدّ.

صرخة تُستعاد بين لمعان الأشجار...

يمكنك أن تتخيّل موجة تغرق
أو
امرأة تنساب من العتمة
تترك صوتها عندك
وبعض ما تبقى من آثار أناملها
على أوراقك
بعض ما تبقى من آثار شفتيها
على كأسك
قبل أن تأتي الريح لتُكنّس
كلّ شيء.

إبقى هنا
يكفيك ما لديّك من سماء.

طلاسم
كنت تعتقد أن بإمكانك
أن تهبط سلالم الكلمات
أن تصعد عليها مجدداً
كي تعيد تركيب طلاسمها،
لتبدو ككوكب بعيد، يلمع فجأة
في ليلك البهيم.

كنت تعتقد أشياء كثيرة.
كأنّ المرآة التي تعكس وجهك
لا يمكن أن تتحطم من ابتسامة عابرة
من انعكاس جسد عار.
كنت تعتقد..
لكن الدرب الذي عليك سلوكه مجددا
يبدو طويلا.

غادرتِ الوجوه المألوفة
وأُقْفِلت أبواب الحدائق.
وأنت ما زلت هنا
تنتظر مرور النشيد.

اقتراب النهار
لا تتراجع كثيراً.
لا أحد هناك يسير على الطريق.
وحتى الغيمة
تتناثر
مثل دخان القرى في البعيد.

لن يعود أحد.
لن يعود شيء..

فقط تأمل ظلّك، كيف سيختفي
وراء الهضبة
كيف أن حدود اليدين
حين تمدهما إلى الأمام
تتراجعان حين تسمعان اقتراب النهار.
أنظر إليهما ترتجفان،
ليس من الخوف بالضرورة
ولكن تناثر الزجاج
جعلك في هذه الهاوية.

لا تتراجع كثيراً.
فقط، قف مكانك.
كلّ الحدود مقفلة بسبب نظرتك.
* لبنان