تَيَقُّظبُرج سانْ جاكْ المترنّح 
كما إحدى نبْتات عبّاد الشّمس 
يهوي بجبينه أحياناً ليرطمَ نهر السِّينْ
وظِلُّه يتسلّل بلا حِسٍّ ويندسّ بين سُفن الجَرّ 
في هذه اللحظة أتوجّه على رؤوس أصابعي أثناء نومي 
نحو الغرفة حيثُ أنا ممدّد 
وأشعل فيها النّار 
لئلّا يبقى شيء من ذلك الرّضا الذي انتزعوه منّي 
هكذا تُخلي قطع الأثاث أماكنها لحيواناتٍ من نفس حُجومها
تنظر إليّ بروحٍ أخويّة 
أُسُودٌ في ألبادها
تُنهي كراسٍ صنعَ نفسها 
سمكة قِرش تُدمج في بطنها الأبيض آخر ارتعاشات الشّراشف 
في ساعة الحُبّ والأجفان الزّرقاء 
أرى نفسي أحترق بدوري أرى هذا المخبأ الفخم لأشياء عديمة القيمة 
وقد كان هو جسدي 
تُنقّب فيه طيورُ أبي منجل النّارية بمناقيرها 
وحين ينتهي كلُّ شيء أَنفذُ غيرَ مرئيٍّ إلى سفينة نوح 
غيرَ عابئ بعابري الحياة الذين يجعلون خطاهم المجَرجَرة
تطِنّ إلى أبعد الأمداء 
أرى حَسَك الشّمس
عبر زعرور المطر 
أسمع القماش البشريّ يتمزّق مثلما ورقة كبيرة 
تحت ظفر الغياب والحضور المتواطئين 
كلّ الأنوال تذبل ولا يبقى منها غير قطعة دَنتِلّا مُعطَّرة 
قوقعةٌ من دنتلّا لها الشّكل الكامل لنهد 
لم أعد ألمس إلّا قلب الأشياء أنا أمسك الخيط 
توايان (1902 ــ 1980) ـــ پورتريه أندري بريتون (أقلام ملونة على كَتَّان، 1950)

إنصاتٌ إلى المحارة
لم أكن قد بدأتُ أراكِ كنتِ أُوبْ

لم يكن شيءٌ قد كُشِف
كانت كلّ القوارب تترجّح على السّاحل
فاكّةً الأشرطة الحرير (تعرفين) عن عُلب حبّات المُلَبّس
الورديّة والبيضاء التي يتنزّه فيما بينها
مكّوك من فضّة
وأنا أسميتُكِ أُوبْ مرتعشاً

بعدها بسنوات عَشر
أعثر عليك من جديد في الزهرة المداريّة
التي تتفتّح في منتصف الليل
بلّورةُ الثلج الواحدة
التي تطفح من كأس يديك الاثنتين
يسمّونها في المارتنيك زهرةَ الحفل الراقص
هي وأنتِ تتقاسمان سِرّ الوجود
فأوّلُ حبّة طَلٍّ تتقدّم كثيراً على الأخريات
تنبعث منها ألوانُ قوس قُزَح
جنونيةٌ وتحتوي كلّ شيء

أرى ما سيبقى إلى الأبد مُخفىً عنّي
إذ تنامين في فُرجة ذراعك تحت فراشات شَعرك
وحين تنبعثين من فِينيق نبْعك
في نعناع الذّاكرة
ومن التموّج المُلغز للتّشابه في مرآة بلا قاع
تسحبين دبّوسَ ما لن نراه ثانية

في قلبي كل أجنحة زهرة الصقلاب
تُوطّد ما تقولينه لي

تلبسين فستاناً صيفيّاً لا تتعرّفين فيه على فستانٍ لك
يكاد يكون لامادّياً تُزيّنه في كلّ الاتجاهات قِطع مغناطيس
على شكل حدوات أحصنة جميلة
حمرتُها خفيفة وذاتُ قدمين زرقاوين

قطعة مزيفة
إلى بنجامين پيريه

مِن مزهرية من كريستال بوهيميا
مزهرية من كريسـ
مزهرية من كريسـ
من مزهرية من
من كريستال
من مزهرية من كريستال بوهيميا
بوهيميا
بوهيميا
بوهيميا
هيميا هيميا نعم بوهيميا
من مزهرية من كريستال بُو بو
من مزهرية من كريستال بوهيميا
إلى الفقاعات التي كنتَ تنفخها وأنت طفل
كنت تنفخها
تنفـُ
تنفُـ
تنفخ
تنفخها وأنت طفل
من مزهرية من كريستال بوهيميا
إلى الفقاعات التي كنت تنفخها وأنت طفل
نفخها 
تنفخها
نعم تنفخها وأنت طفل

في هذا القصيدةُ كلّها في هذا
فجرٌ عا
فجْرٌ عا
فَجرُ انعكاساتٍ عابر
فجرٌ عا
فجْرٌ عا
فَجر انعكاسات عابر

دائماً للمرّة الأولى
دائماً للمرّة الأولى
وأنا بالكاد أعرفكِ بالعِيان
تدخلين في تلك السّاعة من الليل إلى بيت مائل
بالنسبة لنافذتي
بيتٍ مُتخَيَّل بأكمله
وهناك من ثانية إلى أخرى
في السّواد التّامّ
أنتظر أن يحدث من جديد التّمزّق الفاتن
في واجهة البيت وفي قلبي
وبقدر ما يزداد اقترابي منك
في الواقع
يشتدّ غناء المفتاح بباب الغرفة المجهولة
التي تبدِين لي وحيدةً فيها
في البدء أنتِ متحلّلة تماماً في ما يُشِعّ
زاوية السّتار الهاربة
هي حقل ياسمين تأمّلتُه في الفجر
على طريق بإحدى ضواحي غْراسْ
آلات القَطف فيه التي تبدو مائلةً
خلفها الجناح القاتم المرتخي
للشّتائل المشذّبة
أمامها مثلّثُ ما يَبهر
الستار يُرفع بشكل لامرئيّ
تدخُلُ في صخب كلُّ الأزهار
إنها أنتِ في صراع
مع هذه الساعة الطويلة جدّاً
والتي ليست أبداً مشوّشة حدّ الإغفاء
أنتِ كما لو أمكنك أن تكوني
أنتِ نفسك باستثناء أنّه وارد
ألا ألتقيَك أبداً
تتظاهرين بأنّك لا تعرفين أنّي أراقبك
بشكل رائع لم أعد متيقناً
من كونك تعرفين ذلك
عدم انشغالكِ يجعل عينيّ تغرورقان بالدموع
تأويلات شتّى تحوق بكلٍّ من حركاتك
إنّهُ اصطيادُ فراشات
هنالك كراسٍ هزّازة على جِسر
هنالك أغصان توشِك أن تخدشك في الغابة
هنالك في واجهة بشارع نوتردام دي لوريتْ
ساقان جميلتان متقاطعتان في جوربين نسائيّين طويلين
يتّسعان في الوسط من عشبة نَفل كبيرة بيضاء
هنالك سلّم من حرير مبسوط على اللبلاب
هنالك أنّني
بإطلالي على هاوية غيابك
عثرتُ على الأسلوب الخَفيّ
لأُحبّك

دائماً للمرّة الأولى

طاردهنّ كلّهنّ
إلى بنجامين بيريه

في المركز من أراضي الهنود بأوكلاهوما
رجلٌ جالس
عينُه مثل قطّ يطوف حول أصيصِ نَجيل

رجلُ مُطَوّق
ومن خلال نافذته
مجلس الآلهة الخادعة الصّارمة
التي تنهض من الضّباب أكثر عدداً في كلّ صباح
حوريّات غاضبات
عذراوات على الطّريقة الإسبانية
بداخل مثلّثات متساوية الضّلعين
مذنّبات ثابتة يُزيل البرد لونَ شَعرها

النّفط مثل شَعر إيليانور
يَغلي فوق القارّات
وفي بذرته الشّفافة
على مدى البصر هنالك جيوش تراقب بعضها
هنالك أناشيد تسافِر تحت جناح لمبة
وهنالك أيضاً الأمل في المُضِيّ بسرعة
إلى الحدّ الذي يلتقي معه في عينيك
خيط زجاجة النّافذة مع أوراق الشّجر
والأنوار

في ملتقى الطّرق المترحّلة
رجل
هو الذي رُسِمتْ حوله دائرة
مثلما حول دجاجة

مدفون حيّاً في انعكاس البقع الزرقاء
المكوّمة إلى ما لا نهاية في خزانته

رجلٌ رأسُه مَخِيطٌ إلى الجوارب الطّويلة للشّمس الغاربة
ويداه سمكتان ترعيان الطّحالب

هذا البلد يُشبِه علبة ليل هائلة الحجم
بنسائه القادمات من أقصى الأرض
أكتافهنّ تُسَوّي حَصَى كلّ البحار
لمْ تنسَ الوكالات الأمريكيّة أن تتكفّل بهؤلاء الزّعماء الهنود
الذين حُفِرتْ في أراضيهم آبار
والذين لم تبق لهم حرّية التّنقّل
إلا في الحدود التي تَفرضها معاهدةُ الحَرب

الغنى اللامُجدي
الجفون الألف للماء الذي ينام
يمرّ الوصيّ في كلّ شهر
يضع قبعته الأنيقة على السّرير المغطّى بالسّهام
ومن حقيبته التي من جلد الفقمة
تتناثر أحدث كتالوغات المعامل
التي تمنحها أجنحةً اليدُ التي كانت تفتحها وتغلقها
حين كنّا أطفالاً

مرّةً وعلى الخصوص مرّةً
كان ذاك كتالوغ سيّارات
يُقدِّم سيّارة العروس
للعربة التي تمتدّ لنحو عشرة أمتار
وتجرّها الخيل
يُقدّم عربةَ الرّسّام التشكيلي الكبير
وهي مُقتطَعة من مَوشور
وعَربة الحاكم
الشّبيهة بقنفذ بحرٍ كلٌّ من شوكاته قاذفةُ لهب

وكانت هنالك خاصّةً
سيّارةٌ سوداء سريعة
بأعلاها نُسورٌ من صَدف
وفي كلٍّ من جوانبها نَقْشٌ لِغُصن ذي أوراق
ممّا تُزيَّن به مداخن الصّالونات
فكأنّما نُقِشَ مِنْ قِبَل الأمواج
عربةٌ باذخة لا يُمكن أن يُحرّكها إلّا البَرق
مثلما تلك التي تهيم فيها الأميرة أكّانتْ
مِنقلةٌ هائلة الحجم بأكملها من بزّاقات رماديّة
ومن ألسنة نار كما تلك التي تظهر
في السّاعات المشؤومة
في حديقة بُرج سانْ جاكْ 
سمكةٌ سريعة عالقةٌ بطحلب وضرباتُ ذيلها لا تكفّ
سيّارة كبيرة للتّباهي وللحِداد
للنّزهة الأخيرة لإمبراطورٍ قدّيسٍ قادم
من أجل نزوة
وستجعل الحياة بأكملها عتيقة الطّراز

الإصبع أشارت بلا تردّد إلى الصّورة المتجلّدة
ومنذ ذلك الوقت
فالرّجل ذو عُرْف سمندل الماء
خلف عجلة القيادة التي من لآلئ
يأتي كلَّ مساء ليُطرّز سرير إلهة الذُّرة

أحتفظ للتّاريخ الشّعريّ
باسْم ذلك الزّعيم الذي سُلِبت منه أملاكه
والذي نشعر نوعاً ما بقرابته لنا
اسم ذلك الرّجل الوحيد الذي دخل السّباق الكبير
ذلك الرّجل الذي صَدِئَ بشكل بديع في آلة جديدة
الذي يُنَكِّس الرّيح

إنّه يُسمّى
إنّه يحمل الاسم اللامع
الذي هو طارِدْهنّ كلّهن
على الدّوام طارِدْ في الآنِ نفسِه الأرنَبين
جَرّب حظّك الذي هو مجموعة أجراسِ احتفال وإنذار
اِجْرِ خلف كائنات أحلامك اللائي يفقدن قواهنّ
ملفوفات في تنانيرهنّ الدّاخليّة
اِجْر خلف الخاتم الذي بلا إصبع
اِتبع رأسَ الجُرف الثّلجيّ