أنفُكَ الصغير يميلُ إلى الورودِ الشمالية
أنت حتماً مصابٌ بـ«التوحّد الأنفي»
هل شممتَ سابقاً
عطر «مالايانا»،
أو ما يُسمّونه بلغة ضادنا
«زهرة البرتقال»
في حديقة «بهانج» الساحرة في ماليزيا؟
تقولُ تقاليدهم
وبعضُ عرّافاتهم
إنها تجذبُ الكثير من الطيور الآسيوية
وقلبي – كما تعلم - طائرٌ مشاكس
لذا لا ينجذب غالباً
إلا لدلع الزهور هناك...

اريك ـــ «سرّ أغنية الطير» (كولاج رقمي ــــ 2020)


أحلمُ أيها «السيد الأخضر»
ذات يومٍ
أن يتحوّل أنفي إلى وردة مخطّطة
كبيرةٍ جداً
من فئة الأوركيد النادرة
تلك التي لا تنمو إلا في إحدى جزر «بينانج»
أو على الأقل
زهرة الـ «باغودا»؛
أجمل الأزهار في كوالالمبور
وأنا أشمَّ كل أحضان الأمهات
وهنَّ يُغنّينَ لأطفالٍ بعمر الزهور
تموت كما «شقائق النعمان» في يمن الأرض سريعاً...
لماذا تبتسمُ كمن يأكل «الحامض» التركيّ؟
أتشعر بالعنصرية تجاه حاسّة شمّي؟
لا تفعل
أنا لا دخل لي بعمل الملائكة
ولا بتكوين الأعراق والنُّطف
لكن ربما كنتُ ذات شُعورٍ
عندما أخذوا طينتي من التراب الحنطيّ
ورشّوا عليَّ عطر أمي «حواء»
أنا بآدميتي الأولى
حين كنتُ لا أزالُ في عالم الذرّ
وأشهدتُ الربَّ على انحنائي لعوالم الجمال
ويوم كان منزلي «كوكب الزُّهرة»
ورأيتُ من الورودِ أصنافاً تسبحُ وتُسبِّح
أدركتُ حينها أَنِّي
مُسيَّرة في انجذابي للورد والطين
ومُخيَّرةٌ بين الجنة والنار
وقراءة الدواوين والتغزّل بالطواويس
لذا
دائماً ما ألبسُ الجلابيبَ المزركشة برسومات الورد
وأضع، على نحو السُّنّةِ المُحببة
أمام مدخل بيتي
نباتاً آسيوياً طويل الساق
لا يُشبهُ «البامبو»
ولكنه يحملُ الكثير من مزاياه
ولا يموت من لفحة الشتاء
كلُّ الورود تُفرِحُ أنفي الغيور
إلا «زهرة الجثة»
هل سمعت بها من قبل؟
إنها أكبر أنواع الزهور النادرة في العالم
تزهرُ ليومٍ واحدٍ فقط
تعيشُ أسبوعاً
ثم تموت
ليس في بلادنا عطر يموت عندما يكبر
كلها تموتُ صغيرة
تأخذها الملائكة الحِسانُ لحدائق الجنة
ثم يبعثها الله لنا طيوراً
على ألوانها
وهكذا الحال
«الكلُّ ينجذبُ للبقاء... الكلُّ يستحيلُ ذا جناحين... ويُحلِّق»

* ديربورن هايتس/ الولايات المتحدة الأميركية

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا