* نسيان ناجح


تَهبِطُ الريشةُ
ببطءٍ
ببطء
تحطُّ عَلَى شاشةِ الحاسوبِ
متئدةً
بثبات
مثلها
تترسبُ في داخلي
ذكراكِ التي مضت
وتخبو
بعيداً
في الظُّلمة.



* مجاهيل


السَّيارةُ المجهولة
تدخُلُ شارِعاً لا اسِمَ له
يَتَرجَّلُ مجهولون
بِأيديهِم آلاتٌ مُبهمة

صَليلٌ سريعٌ
تَجفِلُ العصافيرُ والأرواحُ
...

يَسقطُ رجلٌ مجهولٌ
سريعاً إِلَى الأرض؛
الأرض التي نَجهلُ اسمها
إِلَى الآن.



*عاملُ البناء اليافع

عاملُ البِناءِ اليافعِ
يرتاحُ فوقَ دَكَّةِ إِسمنت
قُبعتهُ شاحبةٌ كإعلانِ الانتخاباتِ الممزقِ
يُدَّخِنُ
وأصابعهُ ترتعش...
...
ليسَ في عصرية العشّار من شيءٍ
مُتقاعدونَ تسوروا شاياً عَلَى الفحم
أحدهم يُمسكُ الإستكان بمشقةٍ
لقد فقد فِي الحربِ إصبَعَين
الشَّايُ يرتعشُ...
...
صبيٌ يدفعُ عربةَ رملٍ
وراياتٌ تَرِفُّ
يرتعشُ من البردِ،
عَلَى لوحةِ الاعلانِ،
عصفور.

..
الشَّارعُ يغصُّ بِالمارةِ
أُنُوفَهُم لونَّها الشِّتاءُ
لا أحدَ ينتبهُ لأحدٍ
كأنَّهم ماضونَ إِلَى حشرٍ.
..
السّيجارةُ ارتمدت
وأنا أحثُّ السّير إِلَى السّيابِ التمثال
لعلَّهُ يعرفُ
كم ارتعشَ قَلبي...

*اِصْعَدِي أيّتها النّجمة


اِصْعَدِي أَيّتُها النَّجمة
اِصْعَدِي...
هَذَا لَيلٌ جديرٌ بِفتحِ جُرحٍ فِي القلب.

إني لأسألُ
بماذا يُذَكِّرُني لمعانُك؟

...
إِن عرفتِ وجهي
فقد عرفتِ كم شهدنا
مسرات من فَقدتُهم؛
أحلامهم التي تفتَّتتْ مَعَ الأَيَام،
مَرارة سؤالٍ لم يجدوا لَهُ إجابة،
والحياةُ التي استنْشَقتهم على مهل...
...
والآن، دعيني أُخبركِ
كم يُذكّرني لمعانُكِ بعيونِ مَن غابوا
واستحالوا اشباحاً
أنا هُنا
أتشمَّمُ كفَّ طفلتي
وأحتفظُ بكُلِ ضحكةٍ
كانتْ تُورِقُ بِسَببهم.
..
هذي السَّماء حديقةُ أطفالٍ
يرعاها بريقُكِ الخفيض
فاصعدي
اِصْعَدِي أيّتُها النَّجمة...